الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

درجة حديث: من صلى أربعا بعد العشاء ... الحديث

السؤال

ما هو تخريج حديث: من صلى أربعا بعد العشاء كن كقدرهن من ليلة القدر؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذا الحديث قد روي مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم من عدة أوجه، ولا يصح منها شيء، فقد أخرج الطبراني في المعجم الأوسط عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صلى العشاء في جماعة وصلى أربع ركعات قبل أن يخرج من المسجد كان كعدل ليلة القدر. قال الهيثمي: وفي إسناده ضعيف غير متهم بالكذب ـ وضعفه الألباني.

وأخرج الطبراني في الأوسط كذلك، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أربع قبل الظهر كعدلهن بعد العشاء وأربع بعد العشاء كعدلهن ليلة القدر. قال الهيثمي: فيه يحيى بن عقبة بن أبي العيزار وهو ضعيف جدا ـ وضعفه الألباني.

وأخرج الطبراني في المعجم الكبير، عن ابن عباس رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من صلى أربع ركعات خلف العشاء الأخيرة قرأ في الركعتين الأوليين: قل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد، وفي الركعتين الأخريين: تنزيل السجدة، وتبارك الذي بيده الملك كتبن له كأربع ركعات من ليلة القدر. قال الهيثمي: فيه يزيد بن سنان أبو فروة الرهاوي ضعفه أحمد وابن المديني وابن معين، وقال البخاري: مقارب الحديث وثقه مروان بن معاوية، وقال أبو حاتم: محله الصدق وكانت فيه غفلة ـ وضعفه الألباني.

وأخرجه الطبراني في الأوسط، عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من صلى قبل الظهر أربع ركعات كمن تهجد بهن من ليلته، ومن صلاهن بعد العشاء كمثلهن من ليلة القدر. وقال الهيثمي: فيه ناهض بن سالم الباهلي وغيره ولم أجد من ذكرهم ـ وضعفه الألباني.

لكن هذا الحديث قد روي موقوفا من كلام جمع من الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ فعن عبد الله بن عمرو، قال: من صلى أربعا بعد العشاء كن كقدرهن من ليلة القدر.

وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: أربع بعد العشاء يعدلن بمثلهن من ليلة القدر.

وعن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال: من صلى أربعا بعد العشاء لا يفصل بينهن بتسليم، عدلن بمثلهن من ليلة القدر.

أخرج هذه الآثار ابن أبي شيبة في كتابه المصنف، وصححها الشيخ الألباني، وقال: وهي وإن كانت موقوفة، فلها حكم الرفع لأنها لا تقال بالرأي، كما هو ظاهر. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني