الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من تكلم بكلام ثم سكت خوفا من أن يكون فيه خطأ شرعي

السؤال

أنا فتاة مسلمة، ولله الحمد ـ قد أصابني الوسواس في أشياء كثيرة أهمها الصلاة والطهارة والوضوء، لكنني الآن ولله الحمد والفضل والمنة تحسنت بشكل كبير جداً, وأريدكم أن تفتوني في موقف قد حصل معي: في يوم من الأيام اشتد علي الوسواس جداً جداً، ويبدو أنني قلت في نفسي: الآن ربي لماذا لا يشفيني, تعبت، أريد أن أرتاح، ثم بعد ذلك قلت في نفسي لا، ماذا قلت؟ أخاف أنني وقتها جزعت الجزع المخرج من الملة, فماذا أفعل؟ وهل لو غلب على ظني أنني قلت هذا الكلام في نفسي أكون قد وقعت في الجزع المخرج من الملة؟ أو لابد أن أتيقّن أنني قلتها؟.
وسؤال آخر: رفع عن الأمة الخطأ والنسيان, لو قلت كلمة أو جملة ثم سكتت مباشرة بعدها خوفاً من أن تكون لا تصح أو فيها محذور شرعي، فهل هذا من المتجاوز عنه؟ أرجو الإجابة عن أسئلتي بأسرع وقت ممكن جزيتم خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله لك الشفاء والعافية، ثم اعلمي أن ما بدر منك لا يعد كفرا بمرة، فدعي عنك هذه الوساوس ولا تعيريها اهتماما واستمري في مجاهدتها حتى يذهبها الله عنك بالكلية، واعلمي أنك على خير مهما جاهدت هذه الوساوس وسعيت في التخلص منها، وانظري الفتوى رقم: 147101.

وعليك بالصبر على قدر الله وألا تتسخطي ولا تجزعي، واعلمي أن قضاء الله كله خير لعبده المؤمن، وأنه سبحانه أرحم بعبده من الأم بولدها، واجتهدي في الدعاء لعل الله يسارع لك بتفريج الكرب ورفع البلاء، وإذا قلت كلمة ثم توقفت ظانة أنها مخالفة للشرع وكانت كذلك، وإنما قلتها جهلا بحكمها، فإن هذا من الخطأ المعفو عنه، قال تعالى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ {الأحزاب:5}.

وكذا من الخطأ أن يسبق لسانك بكلمة لا تقصدينها كهذا الذي قال من شدة فرحه: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني