الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يتعين تنظيف غلاف المصحف بالماء أو غيره

السؤال

ما حكم تنظيف جلد المصحف بمنديل فيه ماء، إذا كان الوسخ لا يزول إلا بهذه الطريقة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا حرج في تنظيف جلد المصحف بمنديل مبلل بالماء الطاهر، وخاصة إذا كان التنظيف لا يحصل إلا بذلك. وقد يكون التنظيف حينئذ واجبا؛ فقد قال الله تعالى: ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ. (الحج: 30). وقال تعالى: ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ (الحج: 32).

قال الإمام النووي في التبيان: وأجمعت الأمة على وجوب تعظيم القرآن على الإطلاق، وتنزيهه، وصيانته. اهـ.

فإذا كان على المصحف وسخ مستقذر -ولو كان طاهرا- فتجب المبادرة إلى إزالته عنه بأي مزيل طاهر، ولا يجوز تركه على المصحف؛ فقد نص الفقهاء على أن ترك المصحف في القذر كوضعه فيه.

جاء في الشرح الكبير للدردير عند قول خليل في المختصر: كَإِلْقَاءِ مُصْحَفٍ بِقَذَرٍ. قال: وَلَوْ طَاهِرًا كَبُصَاقٍ، أَوْ تَلْطِيخِهِ بِهِ. وَالْمُرَادُ بِالْمُصْحَفِ مَا فِيهِ قُرْآنٌ وَلَوْ كَلِمَةً، وَمِثْلُ ذَلِكَ تَرْكُهُ بِهِ أَيْ عَدَمُ رَفْعِهِ إنْ وَجَدَهُ بِهِ؛ لِأَنَّ الدَّوَامَ كَالِابْتِدَاءِ.
لذلك ينبغي للمسلم أن يتعهد مصحفه، ويحفظه من الأوساخ.. وأن ينظفه إذا أصابه وسخ، أو غبار..

وانظر الفتويين: 182413، 166835.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني