الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رقية العقرب المنسوبة لابن الصلاح مريبة ومستنكرة

السؤال

اطلعت على هذه المقالة وفي نهايتها ريب، حيث قيل في نهاية المقال: وَفِي رِحْلَةِ الْإِمَامِ ابْنِ الصَّلَاحِ رُقْيَةُ الْعَقْرَبِ قَالَ: ذَكَرَ أَنَّ الْإِنْسَانَ يُرْقَى بِهَا فَلَا تَلْدَغُهُ عَقْرَبٌ، وَإِنْ أَخَذَهَا بِيَدِهِ لَا تَلْدَغُهُ، وَإِنْ لَدَغَتْهُ لَا تَضُرُّهُ، وَهِيَ هَذِهِ: بِسْمِ اللَّهِ وَبِاَللَّهِ ـ ص: 31 ـ بِاسْمِ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ كازم كازم زين آدَم فنيزا إلَى مزن يشامر يشامر اهودا اهودا هِيَ ولمظا أَنَا الرَّاقِي وَاَللَّهُ الشَّافِي..
رابط الصفحة:
http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=44&ID=327
اسم المقال: مطلب فيما يرقى به الملدوغ من العقرب وغيرها، الجزء الثاني.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذا ليس بمقال، وإنما هو نص أحد كتب المكتبة الإسلامية على شبكتنا، وهو كتاب: غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب للسفاريني المتوفى سنة: 1188هـ، وهذا الجزء الذي استنكره السائل من آخر مطلب: ما يرقى به الملدوغ من العقرب وغيرها، هو في الحقيقة منقول من كتاب: حياة الحيوان الكبرى للدميري المتوفى سنة 808 هـ، ونصه فيه: ورأيت بخط ابن الصلاح، في رحلته: رقية للعقرب، قال: ذكر أن الإنسان يرقى بها فلا تلدغه عقرب، وإن أخذها بيده لا تلدغه، وإن لدغته لا تضره، وهي: بسم الله وبالله، وبسم جبريل وميكائيل، كازم كازم، ويزازم، فتيز، إلى مرن، إلى مرن، يشتامر، ايشتامر، اهوذا هوذا، هي لمظا، أنا الراقي والله الشافي.

وهذا الكلام جدير بالريبة والاستنكار! فإن التسمية من باب التبرك والتوسل، وراجع الفتوى رقم: 21641.

فلا تشرع بغير اسم الله تعالى فيقال: بسم جبريل وميكائيل!!! وراجع الفتويين رقم: 15830، ورقم: 132700.

مع ما في هذه الرقية من كلام أعجمي لا يُدرى ما معناه! والصواب في ذلك أن نذكر ما صدر به الدميري نفسه فائدته، حيث قال: رقية العقرب جائزة، لما روى مسلم عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله تعالى عنهما ـ قال: لدغت رجلا عقرب ونحن جلوس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رجل: يا رسول الله أرقيه؟ قال صلى الله عليه وسلم: من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل ـ وفي رواية: فجاء آل عمرو بن حزم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله، كانت عندنا رقية نرقي بها من العقرب، وإنك نهيت عن الرقى، فقال صلى الله عليه وسلم: اعرضوا علي رقاكم ـ فعرضوها عليه، فقال صلى الله عليه وسلم: ما أرى بها بأسا، من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه ـ وفي رواية: اعرضوا علي رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيها شرك ـ فالرقى جائزة بكتاب الله أو بذكره، ومنهي عنها إذا كانت بالفارسية أو بالعجمية، أو بما لا يدري معناه، لجواز أن يكون فيه كفر.

هكذا قال الدميري، وهو الصواب، وعلى ذلك، فالرقية المنسوبة لفوائد الرحلة لابن الصلاح مما يُنهى عنه، لعجمتها، ولاحتمال أن تكون فيها ألفاظ شركية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني