الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما يجوز وما لا يجوز من الاستغاثة

السؤال

ما حكم الاستغاثه بميت؟علما أنني أعلم أن النافع والضار هو الله وحده " وأن الحي والميت سواء فلا يستطيع الحي أن ينفع ويضر وكذا الميت إلا بإذن الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فحكم الاستغاثة مبين في الفتوى رقم:
3779 والفتوى رقم:
14955 والفتوى رقم:
3835.
وننبه هنا إلى أنه إن كانت الاستغاثة بغير الله في أمر لا يقدر عليه إلا الله فهي من الشرك الأكبر المخرج من ملة الإسلام، ولا فرق بين أن يكون المستغاث به حياً أو ميتاً، وإن كانت الاستغاثة فيما يقدر عليه البشر كغريق يستغيث بحاضر لينقذه وكان المستغاث به حيا فهذه جائزة ولا إشكال فيها.
أما الميت فلا يقدر على شيء من ذلك، ودعوى التسوية بين الحي والميت أمر يرفضه الشرع والعقل.
وأما قولك: إن الحي والميت لا ينفعان إلا بإذن الله.
فهذه شبهة داحضة لأن كلامنا عن قدرة البشر لا عن قدرة الله، أما قدرة الله فلا يحدها حد، فلو أراد الله سبحانه أن يحرك جبلاً أو شجراً من مكانه لنفعك ما أعجزه ذلك، فهل يجوز للإنسان أن يستغيث بالأحجار والأشجار بحجة أنها لا تنفع إلا بإذن الله، فهذا لا يقوله عاقل.
على أنا نقول أيضاً: لم يؤذن لنا في الاستغاثة، بالميت ولا بالغائب، وجاء النهي عاماً من دعاء غير الله تعالى وسؤاله، وخص منه سؤال الحي فيما يقدر عليه بالدليل، كقوله تعالى: فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ [القصص:15].
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني