الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم دفع الزكاة للأخ المدين أو الأخت المريضة

السؤال

أرجو أن تتسع صدوركم لقراءة رسالتي: أعمل موظفا، وأسكن مع عائلتي، أعزب، وألتزم بإعطاء والدتي راتبا شهريا، وإخوتي يتكفلون بدفع مصاريف كراء المنزل الذي نسكن فيه إضافة إلى مصاريف الحياة اليومية، فهل أعطي زكاة مالي لأختي التي تعاني من مرض السكري، مع العلم أنها غير متزوجة وليس لديها أي عمل؟ أم أعطي زكاة مالي لأخي الذي عليه دين ربوي ولا يستطيع سداده، وهو غير متزوج ويسكن معنا في نفس المنزل، وعاطل عن العمل إلى حد الساعة، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالزكاة يجوز دفعها لمن كان فقيرا أو مسكينا أو استحقها بوصف آخر من الأوصاف التي ذكرها الله تعالى في كتابه، وقد بينا ضابط الفقير المستحق للأخذ من الزكاة في الفتوى رقم: 128146، وبينا الفرق بين الفقير والمسكين وكلاهما مستحق للزكاة في الفتوى رقم: 98440، وبينا مصارف الزكاة والمراد بكل منها في الفتوى رقم: 27006.

فإن كان وصف الفقر أو المسكنة ينطبق على أختك ولم يكن لها من يلزمه الإنفاق عليها، أو كان من تلزمه نفقتها عاجزا عن النفقة عليها فيجوز لك أن تدفع الزكاة إليها، وانظر الفتوى رقم: 166619.

وكذا يجوز لك دفعها إلى أخيك في سداد دينه مع ضرورة تذكيره بالتوبة إلى الله تعالى مما ارتكب من الإثم العظيم وهو الاقتراض بالربا، ولمزيد التفصيل انظر الفتوى رقم: 150551.

ودفع الزكاة إليهما أو إلى أحدهما حيث كان مستحقا أولى من دفعها إلى غيره، لأن الصدقة على ذي الرحم صدقة وصلة وإذا كان كلاهما مستحقا للزكاة فافعل ما فيه المصلحة الأكبر وادفعها لأشدهما حاجة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني