الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أولى الناس بالبر بعد الأبوين؟

السؤال

ما رأي الدين فيمن يسيء معاملة جدته؟ وهل هناك من الحديث أو غيره ما يحث على حسن معاملة الأجداد أو هناك ما فيه بيان لحقوقهم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالجدة لها حق عظيم على حفيدها، وهي من أولى الناس بالبر بعد الوالدين، وذهب كثير من أهل العلم إلى فرضية بر الجد؛ بل نص ابن حزم في مراتب الإجماع على اتفاق أهل العلم على فرضية بر الجد، فقال: «وَاتَّفَقُوا ‌أَن ‌بر ‌الْوَالِدين ‌فرض وَاتَّفَقُوا أَن بر الْجد فرض» انتهى.

ونوزع في هذا الإجماع كما في الآداب الشرعية لابن مفلح، إلا أن أكثر أهل العلم على هذا الرأي.

وعلى كل حال، فأقل ما يمكن أن يقال عن الجدة: إنها من الأرحام الذين أمر الله بصلتهم والإحسان إليهم وحرم قطيعتهم، فقال: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُم* أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ [محمد:22-23].

وليعلم أن الإساءة في المعاملة لا تجوز مطلقاً، سواء كانت مع الجدة أو كانت مع غيرها، إلا أنها مع الجدة وذوي القرابة أشد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني