الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأرض المملوكة إذا أهمل صاحبها صاحبها هل تخرج عن ملكه؟

السؤال

ما حكم الأرض التي كانت تحت ملك رجل، ثم غصبها منه الحاكم الظالم أو الحكومة الكافرة، وذلك حين جاءت دولة السوفيات إلى أرض الشيشان، وغرست عليها الأشجار والثمار بغير إذن صاحبها. ومرت فترة مالك الأرض لا يد له عليها، ولا ملك له فيها. وبعد خروج الشيوعيين من الشيشان بدأ ينتفع ويأخذ الثمار، ولكن لم يقم بزراعتها، ولا ببنائها بل أخذ صاحب الأرض يلتقط الثمار منها؛ لأن له فيها جوزيات (Fagales) من زمان، ثم بعد زمن مثلا خمس سنوات أو ما فوقها ترك الأرض؛ لأن هذه الأراضي خارج القرية لا حائط لها، ولا سياج. وأهل القرية منهم القريب ومنهم البعيد، وكذلك الصغير والكبير يأكل من الثمار ويخرج منها- الله أعلم- بشيء قليل أو كثير.
المهم هل تخرج الأرض عن ملك صاحبها بعد هذا الزمن من غير استصلاحه لها ولا زراعتها في زمن طويل؟
وهل يجوز له إخراج شيء من الثمار منها ليدخره أو ليبيعه؟
أفيدونا وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا تخرج هذه الأرض عن ملك صاحبها وإن أهمل رعايتها أبدا، وإن درست وخربت؛ فإن ما ملك بشراء، أو عطية، أو ميراث ونحو ذلك من أسباب الملك، لا يملك بإحيائه إذا خرب، بغير خلاف بين العلماء. فما بالنا وهذه الأرض ليست مواتا، فإن الموات هي الأرض الخراب الدارسة، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 74272.

وأما السؤال عن أخذ أهل القرية لشيء من الثمر للادخار أو البيع، فلا يحل لغير مالك هذه الأرض أن يأخذ شيئا من ثمرها إلا ما طابت به نفس مالكها، وأذن به صراحة أو عرفا. وهذا بخلاف مجرد الأكل لمن مر على هذا الثمر دون التزود منه وحمله خارج الأرض، فهذا مما اختلف فيه؛ وراجع في تفصيل ذلك الفتوى رقم: 17384.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني