الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ليس تطليق الرجل زوجته من بر أمه

السؤال

شيخنا الفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:أنا شاب أريد الزواج من إحدى قريباتي وأنا وهي نحب بعضنا حبا جما وهي فتاة ملتزمة بالدين وتحفظ أكثر من نصف القرآن ولا يوجد اي اعتراض على خلقها أو دينها ولكن أمي وقفت بالمرصاد في وجه هذا الزواج لأن هناك خلافات بينها وبين أهل الفتاة وأصررت على الزواج وحاولت إقناع أمي دون فائدة فتزوجتها دون رضى أمي وكانت ردة فعل أمي عنيفة جدا وتبرأت مني حتى أطلق هذه البنت وأنا أعامل أمي بلطف وأحاول ترضيتها وهي مصرة على موقفها فماذا أفعل هل لأمي الحق ان تقف في وجهي علماً أن أهل الفتاة كلهم كانوا موافقين على الزواج أفيدونا جزاكم الله خيراً ما العمل الآن؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن رجل متزوج ووالدته تكره الزوجة وتشير عليه بطلاقها.. هل يجوز له طلاقها؟ فأجاب: لا يحل له أن يطلقها لقول أمه، بل عليه أن يبر أمه، وليس تطليق زوجته من بر أمه. انتهى
ومن هنا نقول للسائل الكريم: أمسك عليك زوجك، وأحسن إلى أمك ما استطعت، وصل الإحسان بالإحسان، واصطبر على ذلك، والشاعر الحكيم يقول:
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم === فطالما استعبد الإنسان إحسان
ولا بأس إذا استعنت بخالك أو خالتك أو من ترتاح له أمك من محارمها أو صديقاتها لإقناعها بأن ترضى عنك وعن زوجتك، ومر زوجتك بأن تقبل يدها، وأن تلين لها في الحديث، وأن تظهر لها مشاعر الحب والتقدير إذا استطاعت إلى ذلك سبيلاً، ولا تنس في جميع الأحوال أن تلجأ إلى الله متضرعاً إليه سبحانه أن يذهب عنها ما ألمَّ بها بسبب زواجك، وأن يجعلها راضية عنك، ونحن نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يؤلف بين قلبك وقلبها.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني