الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية الجمع بين حفظ القرآن ومذاكرة المواد الدراسية

السؤال

أشكركم على الرد على سؤالي السابق، وأسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتكم: أريد أن أسأل سؤالا في الفتوى السابقة رقم: 222949، فقد قطعت تلك الصفحتين من الكتاب اللتين تكلم فيها على العرافة، فهل يجوز أن أستفيد بما بقي من الكتاب؟ مع العلم أن الكتاب عبارة عن 379 صفحه وقد قرأته بالكامل، وكان كلامه على لغة الجسد فيما بقي من الكتاب وقد تكلم عن إشارات الصدق والحماس، وإشارات عدم الجدية، والشعور بالدفاعية والمشاعر السلبية للشخص، وكيف تستطيع أن تقنع شخصا بفكرتك، وكيف تتجنب الإشارات السلبية مع الناس، وتكلم عن الإشارات الإيجابية، وكيف تترك انطباعا إيجابيا للناس، وأنه لا يجب أن نأخذ كل إشارة بمفردها في الاعتبار، بل يجب أن تكون في سلسلة من الإشارات... إلخ، وقد وجدت أن الكتاب مفيد جدا، فهل يجوز أن أستفيد من الكتاب بعد إتلاف الجزء الصغير الذي كان يتكلم عن العرافة؟.
والسؤال الثاني: كيف أجمع بين قراءة المواد الدراسية والكتب العلمية التي ليست لها علاقة بتخصصي وحفظ القرآن، ومن تكون له الأولوية حفظ القرآن أم الاجتهاد في الدراسة؟ أم أحفظ القليل من القرآن كصفحة كل يوم مع أخذ وقت أطول للمواد الدراسية، لأن بعضها صعب ويحتاج إلى كثير من الوقت لدراستها؟ ولكنني أشعر بالذنب، لأنني أعطيت الوقت الأقل للقرآن، وفي نفس الوقت أريد أن يكون تقديري العام بامتياز. وكيف أتخلص من وسوسة الشيطان بأن أعمالي الصالحة تكون رياء وأنا أقصد بها وجه الله، وأريد بها أن يرضى الله عني ويحبني، وأدعو أن يتقبل مني قبل العمل وبعده، وأجدد النية بعد العمل وقبله، ولكن تظل في بعض الأحيان هذه الوساوس لدي؟ وما الحل؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنه لا حرج فيما تضمنه الكتاب مما ينفع ما دمت تخلصت مما يتعلق بالعرافة.

وأما الجمع بين حفظ كتاب الله والدراسات الأخرى: فلا شك أنه ينبغي أن تكون الأولوية لحفظ القرآن ففيه خير الدنيا والآخرة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً، ويضع به آخرين. رواه مسلم.

وروى أحمد وابن ماجه عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لله أهلين من الناس، قالوا يا رسول الله من هم؟ قال هم أهل القرآن، أهل الله وخاصته. والحديث صححه الألباني.

ولا حرج عليك في تنظيم الأوقات فتصرف أوقات الإجازات في حفظ القرآن، وتجتهد في التعليم النظامي في أوقات الدراسة مع المحافظة على المراجعة لما سبق لك حفظه من القرآن، وتحتسب الأجر في ذلك لما يمكن أن تستفيد في تلك الدراسة من علوم وخبرة تخدم دينك وتعينك في دنياك، وأما الوساوس المتعلقة بالرياء: فعلاجها هو الإعراض عن الاسترسال مع الشيطان في التفكير فيها، وأكثر من المطالعة في كتب الترغيب ومن ذكر الله تعالى ومن الاستعاذة من الشيطان، وثق أن العمل الصالح السالم من الرياء سيقبل إن كان موافقا للسنة، كما دل عليه كثير من النصوص، وراجع للفائدة الفتوى رقم: 51601.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني