الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تمويل مشاريع في الغرب بالربا لفائدة المسلمين...رؤية شرعية

السؤال

هل يجوز تمويل مشروع اقتصادي في أوروبا بواسطة القروض البنكية.؟ ذلك أن المسلمين في هذه البلاد هم وحدهم الذين لا يمكنهم بناء استثمارات قوية إن لم يكن ذلك عن طريق التمويل من البنوك والمؤسسات المالية؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالقروض البنكية إن كانت بفائدة فهي الربا المحرم في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهو من كبائر الذنوب وموبقات الآثام، وصاحبه محارب لله ورسوله فليستعد لتلك الحرب، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ* فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ [البقرة:279].
وأخبر سبحانه عن جزائهم في الآخرة فقال: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [البقرة:275].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: لعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه وقال: هم سواء. رواه مسلم.
فالربا وسيلة لفساد الدنيا والآخرة، أما الآخرة فكما سبق في الآيات والحديث من الوعيد لأكلة الربا، وأما الدنيا فقد أخبر الله عز وجل أنه يمحق الربا، فقال الله: يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ [البقرة:276].
وقال تعالى: وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِباً لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ [الروم:39].
فالربا عاقبته إلى قل وإن كثر، والمسلمون متعبدون بإقامة شرع الله والتزام دينه والوقوف عند حدوده، فهم وإن لاحت لهم الدنيا من حرام إنما يحجزهم عنها إيمانهم بالله وشرعه، لا كغيرهم من عباد الدنيا والأهواء الذين لا يؤمنون بحلال أو حرام، بل الحلال ما حل في أيديهم والحرام ما حرموا منه، ثم هم لا بالقليل يقنعون ولا بالكثير يشبعون، فكيف يليق بمسلم أن يقارن نفسه بهم أو يتشبه بفعالهم؟!!.
: أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ [البقرة:221].
هذا وننبه الأخ السائل إلى مراجعة الفتوى رقم:
714، ففيها حكم الإقامة في بلاد الكفار.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني