الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الغش محرم ولو في المواد غير التخصصية

السؤال

أنا طالب جامعي في أمريكا، والنظام الدراسي الجامعي عبارة عن عدد من الساعات ينهيها الطالب، ومن ثم يحصل على شهادته كما تعلمون. اختلفت مع أصدقائي في نقطة تخص الساعات الدراسية، فنحن نحتاج إلى 120 ساعة لكي ننهي دراستنا و60 ساعة من أصل ال 120 ساعة ليست من مواد التخصص، ولكنها عبارة عن مواد أخرى ترفع معدل الطالب الإجمالي. فهنالك عدد من أصدقائي يأخذون تلك المواد غير الأساسية في جامعات أخرى، ويدفعون لشركة أو أشخاص آخرين لكي يقدموا تلك المادة عنهم، وبذلك يرفعون معدلهم من غير أي جهد ولكن بالمال، وعندما قلت لهم إن شهادتهم قد تصبح حراما؛ لأنهم لم يجتهدوا للحصول عليها، قالوا إن تلك المواد التي يدفعون من أجلها ليست من مواد التخصص، فليست لها أي علاقة بمستقبلهم.
فأرجو من حضراتكم أن تفيدوني: هل تصبح الشهادة حراما إن لم يكن هناك مجهود كامل للحصول عليها؟
وكل الشكر الجزيل لحضراتكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الغش محرم في الشرع للأدلة الكثيرة على تحريمه، منها: قول النبي صلى الله عليه وسلم: من غش فليس منا. أخرجه مسلم.

ومن الغش المحرم الغش في الدراسة، ولا فرق في تحريم الغش بين مواد التخصص وغيرها، فالغش محرم في جميع الأحوال.

وقد سئل ابن عثيمين: ما حكم الشرع في نظركم فضيلة الشيخ في الغش في الامتحان بين الطلاب؟ وهل الغش في المادة الإنجليزية حرام؟ وهل هذا يدخل في قوله صلى الله عليه وسلم: (من غشنا فليس منا) ؟

فأجاب: الغش حرام بل من كبائر الذنوب؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من غش فليس منا) وهذه الجملة عامة تشمل كل ما صدق عليه غش في أي نوع من أنواع المعاملة أو العمل، والغش في الامتحان داخل في هذا العموم، فلا يجوز للطالب أن يقوم بالغش في الامتحان لا مع نفسه ولا مع غيره، فلا يجوز له أن يطلب من يساعده على الحل ولا أن يعين غيره في الحل؛ لأن تبرؤ النبي عليه الصلاة والسلام من الغاش يدل على أن الغش من كبائر الذنوب، وليس من سمات المسلمين، ولا فرق بين المواد في الامتحان فكما أن الغش في القرآن وتفسيره، والحديث وشروحه، والفقه وأصوله، والنحو وفروعه محرم، فكذلك الغش في مادة الإنجليزي والعلوم وغيرها؛ لأن الكل سواء فيه يعني في مواجهة الحكومة فيما يتعلق بالراتب، والمراتب بعد التخرج، والغش في الامتحان كما أنه سلوك سيئ ففيه خداع للمسؤولين في المدرسة، أو المعهد أو الجامعة. وفيه غش للدولة، وفيه غش للمجتمع كله، وفيه غش للإنسان نفسه، وخلاصة الجواب أنه لا يجوز للطالب أن يغش في أي مادة من المواد لا في الإنجليزي ولا في غيره من المواد التي وكلت إليه وعلقت الشهادة التي يمنحها على فهم هذه المواد. .اهـ. باختصار من فتاوى نور على الدرب.

فهذا الصنيع الذي يقوم به زملاؤك هو من الغش المحرم شرعا، يجب عليهم التوبة إلى الله عز وجل منه.

وراجع للفائدة حول الغش في الدراسة، وحكم العمل بالشهادة المكتسبة بالغش الفتوى رقم:31995، والفتوى رقم: 8731، والفتوى رقم: 52777.

والله أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني