الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الحجامة بعد العصر

السؤال

ما مدى صحة هذين الحديثين: الذي يخاف من شيء سلط عليه ـ ندم من أقدم على ثلاث بعد العصر: غسل، ونوم، وحجامة؟.
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما جملة: الذي يخاف من شيء سلط عليه ـ فلا نعلمها وردت في حديث صحيح ولا ضعيف، والواجب على العبد التوكل على الله، وحسن الظن به، وقد أخرج الإمام أحمد بإسناد ـ صححه محققوه ـ عن واثلة، قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء.

وأما جملة: ندم من أقدم على ثلاث بعد العصر: غسل، ونوم، وحجامة ـ فلا نعلم لها أصلاً، وأما مضمونه: فقد تكلمنا عن النوم بعد العصر في الفتويين رقم: 22479، ورقم: 55330.

وأما الحجامة: فقد بينا في الفتوى رقم: 46772، أن كل الأحاديث في توقيت الحجامة ضعيفة، كما ذكر الحافظ ابن حجر في فتح الباري، حيث قال بعد ذكره لتلك الأحاديث ومناقشتها: ولكون هذه الأحاديث لم يصح منها شيء، قال حنبل بن إسحاق: كان أحمد يحتجم أي وقت هاج به الدم وأي ساعة كانت. انتهى.

وقد ورد ما يدل على عكس ذلك ـ لكن لم يصح ـ فقد ذكر الهيثمي في المجمع عَنْ أَنَسٍ قَالَ: مَرَّ بِنَا أَبُو طَيْبَةَ ـ أَحْسَبُهُ قَالَ: بَعْدَ الْعَصْرِ فِي رَمَضَانَ ـ فَقَالَ: حَجَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. رَوَاهُ الْبَزَّارُ.

وَلَهُ عِنْدَ الطَّبَرَانِيِّ فِي الْأَوْسَطِ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى حَجَّامٍ يُكَنَّى أَبَا طَيْبَةَ فَحَجَّمَهُ بَعْدَ الْعَصْرِ فِي رَمَضَانَ. وَفِي إِسْنَادِهِمَا الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ، فلا تقوم بهما حجة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني