الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا حرج في شرب ماء زمزم للاستشفاء به

السؤال

هل يمكن أن أتعب من مرض روحي دون أن أحس، أو أستطعم بماء زمزم، مع أنه إذا قري علي فإنني أتأثر؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن في السؤال ما ليس واضحا، وأما عن إمكانية التعب من المرض المذكور فيمكن استشارة المتخصصين في الأمور الطبية بشأنه، واعلم أن زمزم من أنفع الأدوية ـ بإذن الله تعالى ـ ويمكن أن تشربه لقضاء جميع حاجاتك، فقد قال صلى الله عليه وسلم: ماء زمزم لما شرب له. رواه أحمد وابن ماجه والحاكم، وصححه الألباني.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: زمزم طعام طعم وشفاء سقم. رواه ابن أبي شيبة والبزار، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب.

وفي الحديث أيضاً: خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم، فيه طعام الطعم وشفاء السقم. رواه الطبراني وابن حبان، قال المنذري: رواة الطبراني ثقات ـ وحسنه الألباني.

وقال ابن القيم في مدارج السالكين: كنت آخذ قدحاً من ماء زمزم فأقرأ عليه الفاتحة مراراً فأشربه، فأجد به من النفع والقوة ما لم أعهد مثله في الدواء. اهـ.

وقال ابن قدامة في المغني: ويستحب أن يأتي زمزم، فيشرب من مائها لما أحب، ويتضلع منه، قال جابر في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم: ثم أتى بني عبد المطلب، وهم يسقون، فناولوه دلوا، فشرب منه ـ وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ماء زمزم لما شرب ـ وعن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر، قال: كنت عند ابن عباس جالسا، فجاءه رجل، فقال: من أين جئت؟ قال: من زمزم، قال: فشربت منها كما ينبغي؟ قال: فكيف؟ قال: إذا شربت منها فاستقبل الكعبة، واذكر اسم الله وتنفس ثلاثا من زمزم، وتضلع منها، فإذا فرغت، فاحمد الله تعالى، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: آية ما بيننا وبين المنافقين، أنهم لا يتضلعون من زمزم ـ رواهما ابن ماجه، ويقول عند الشرب: بسم الله، اللهم اجعله لنا علما نافعا ورزقا واسعا، وريا وشبعا، وشفاء من كل داء، واغسل به قلبي، واملأه من حكمتك. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني