الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يشرع استيفاء مثل هذه الحقوق عند الظفر بها

السؤال

كنت أعمل في شركة ـ 1ـ فعرضت علي شركة ـ2ـ العمل مقابل عرض أفضل، وما راعني بعد أن استقلت من شركة ـ1ـ وعلمت شركة 2 بذلك أنهم أبدلوا العرض بعرض آخر لمدة شهرين قبل الرجوع إلى الشروط الأولى بعلة واهية، فقبلت على مضض، فقدرت مجموع المبلغ الذي يجب عليهم إرجاعه لي بـ: 1000 يورو، وتعطيني هذه الشركة سيارة لأغراضي الشخصية والمهنية، كما تقوم بدفع البنزين عن طريق بطاقة بنزين، فهل لي أن أسترجع حقي ببيع البنزين للأصدقاء؟ ملاحظة: أعمل ببلجيكا والمسؤول لا يريد الاعتراف بما حدث.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد:

فالشركة الثانية التي تعاقدت معها لم تغير العرض السابق بالكلية، وإنما ذلك لمدة شهرين فقط، ثم تتعامل معك بمقتضى الاتفاق الذي عرضوه عليك، فيحتمل أن عرضهم الشفهي عليك كان مجملا ولم يتعرضوا فيه للتفصيل القاطع للنزاع ولم يقصدوا إيهامك بغير الحقيقة، وحكمك على علة ذلك بأنها واهية ليس بالضرورة أن يكون صوابا، فإن كثيرا من الشركات تفرق بين مزايا أول مدة في العقد وما بعدها، بغرض الاختبار والتقييم، أو اكتساب الخبرة والمهارة اللازمة!! وعلى أية حال، فحقك الذي تطلبه ليس يقينيا، ولا سيما مع إنكار المسئول عن العمل لذلك الحق، فالمسألة مسألة خصومة، يرى كل طرف فيها أن الحق معه، وليس هذا من مواضع الحقوق التي يشرع استيفاؤها عند الظفر بها كالدين والعارية إذا جحدها آخذها، أو نفقة الزوجة والأولاد إذا شح الزوج بها، ونحو ذلك من مقاطع الحقوق التي أجاز بعض أهل العلم استيفاءها دون إذن صاحبها ولا إذن السلطان أو القاضي، فيما يعرف بمسألة الظفر، وراجع في ذلك الفتويين رقم: 8780، ورقم: 28871.

وعلى ذلك؛ فلا يجوز لك بيع الوقود الذي خصصته لك الشركة لأغراضك الشخصية والمهنية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني