الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل ولا المرأة إلى عورة المرأة

السؤال

أنا شاب ملتزم أبلغ من العمر 16سنة، اشتركت في خدمة الإنترنت منذ بداية عام 1420هـ، وكان هناك صديق لي ملتزم أيضا، فقال لي إنه من واجبنا في الإنترنت أن نساعد في حجب المواقع السيئة عن شباب الإسلام، وأنه قد ساعد في إغلاق أكثر من موقع، فعدت إلى البيت وكان ذلك في بداية شهر رمضان من المدرسة، وأخذت أجرب أن أجد مواقع لأرسل عنوانها إلى ذوي الشأن، فوقعت على موقع مليء بصور رجال عراة، وكان في بداية الموقع لا يظهر إلا صدورهم، فقلت لنفسي إن الصدر ليس من العورة، وتعمقت في الموقع حتى صارت الصور عارية تماما، وظهرت الصور دفعة واحدة فأغمضت عيني وأرسلت العنوان، وفي اليوم الثاني في الصباح ذهبت إلى الموقع لأرى إن حجب أم لا، فوجدته لم يحجب، وتعمقت في الموقع ثانية ولكن لم أدقق في الصور، فرن الهاتف ووجدت صديقا قديما لي على الهاتف لم يكن ملتزما، فسألني ماذا أفعل فقلت له قصتي، فقال إنه لا حرج علي لأن الرجل يمكنه النظر إلى عورة الرجل برضاه، وإن هؤلاء الذين وضعوا الموقع راضين بما يفعلون، فاحترت في أمري، وأنا في رمضان، فأغلقت الجهاز على أن أعود في الليل بعد الفطور وأرى هذا الموقع، فما حكم فعلي؟ وجزاكم الله خيراً على إتاحة هذه الفرصة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
أخي الكريم بارك الله فيك ووفقك وثبتك على الخير وشكر لك سعيك على الخير وغيرتك على الإسلام والمسلمين. ولكن عليك أن تعلم أنك ما زلت في مرحلة خطيرة من العمر سريع التأثر قليل التجربة ومن الطبيعي أن تكون حصيلتك من العلم الشرعي قليلة، مما يجعلك أعزل لا سلاح لديك تحصن به نفسك وترد به شبها قد ترد عليك وقد تجر وأنت لا تدري إلى ما يضرك لذلك عليك أن تبتعد عن هذه المواقع الخبيثة المضرة فمحافظتك على نفسك ودينك مقدمة بالنسبة لك على محافظتك على الآخرين. واعلم أنّ ما أخبرك به صديقك هذا غير صحيح فالرجل لا يجوز له أن ينظر إلى عورة الرجل سواء كان ذلك برضاه أم بغير رضاه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل ولا المرأة إلى عورة المرأة ولا يفضي الرجل إلى الرجل في ثوب واحد ولا تفضي المرأة إلى المرأة" أخرجه مسلم وأحمد. والله اعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني