الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا ـ بفضل الله ـ شاب ملتزم أفعل الواجب وأجتنب المحرم وأحافظ على الصلوات، وإذا أتيت الصف الثاني فإنني أحزن وأتندم كثيراً وأفعل الطاعات وأحمل هماً، فكيف أكون مثل العلماء؟ وأدعو إلى الله عن طريق التواصل كتويتر واليوتيوب والواتساب وغيرها، وأحياناً أسأل نفسي هل من المعقول أن لا يحصل لك ابتلاء؟ وكيف تدخل الجنة؟ ثم أذكر تقصيري في طاعة الله كقراءة القرآن أو قيام الليل وبعض الطاعات ثم أبكي وأحزن وأقول أنا لا شيء لم أفعل مثل العلماء أو مثل فلان، ولا أفكر في أحوال سوريا..... ونصيحتكم أرجو.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن شعور الإنسان بتقصيره في طاعة ربه وتطلعه إلى المزيد من الأعمال الصالحة أمر حسن ومرغوب طالما أنه يحث صاحبه إلى الازدياد من الخيرات، وانظر الفتوى رقم: 104729.

ثم إن حزن المرء على فوات الطاعة إنما هو علامة على حياة قلبه، واعلم أن الابتلاء قد يكون بالخير كما يكون بالشر وانظر الفتوى رقم: 39081.

واعلم كذلك أن الله تعالى يحب عباده المؤمنين سواء كانوا من المبتلين أم من المعافين, وانظر الفتوى رقم: 166923.

وراجع بشأن سبل نصرة سوريا فتوانا رقم: 177315.

وراجع بخصوص كيفية طلب العلم الفتوى رقم: 23381، وما أحيل عليه فيها.

ومع أهمية طلب العلم لاسيما في حق الداعي إلى الله، إلا أن أبواب الخير كثيرة، وليست مقصورة على طلب العلم فقط وانظر الفتوى رقم: 123582، وما أحيل عليه فيها.

وليكن همك هو إرضاء الله سبحانه على كل أحوالك، يقول ابن القيم رحمه الله: وصاحب التعبد المطلق ليس له غرض في تعبد بعينه يؤثره على غيره، بل غرضه تتبع مرضاة الله تعالى أين كانت، فمدار تعبده عليها، فهو لا يزال متنقلا في منازل العبودية، كلما رفعت له منزلة عمل على سيره إليها واشتغل بها حتى تلوح له منزلة أخرى، فهذا دأبه في السير حتى ينتهي سيره، فإن رأيت العلماء رأيته معهم، وإن رأيت العباد رأيته معهم، وإن رأيت المجاهدين رأيته معهم، وإن رأيت الذاكرين رأيته معهم، وإن رأيت المتصدقين المحسنين رأيته معهم، وإن رأيت أرباب الجمعية وعكوف القلب على الله رأيته معهم فهذا هو العبد المطلق الذي لم تملكه الرسوم ولم تقيده القيود، ولم يكن عمله على مراد نفسه وما فيه لذتها وراحتها من العبادات، بل هو على مراد ربه ولو كانت راحة نفسه ولذتها في سواه، فهذا هو المتحقق: بإياك نعبد وإياك نستعين ـ حقا القائم بهما صدقا...إلخ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني