الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يعاقب الزاني بالفقر وقلة البركة في الدنيا؟ وكيفية تجنبها

السؤال

هل يعاقب الزاني بالفقر وقلة البركة في الدنيا؟ وما الحل؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالزنا شأنه شأن كل الذنوب: مجلبة للبلاء والمصائب وفساد المعايش، كما قال تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِير {الشورى: 30}.

وقال سبحانه: لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا{ النساء : 123}.

وقال عز وجل: ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ {الروم: 41}.

وقال تعالى: مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ {النساء : 79}.

قال السعدي: مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ ـ أي: في الدين والدنيا: فَمِنَ اللَّهِ ـ هو الذي مَنَّ بها ويسرها بتيسير أسبابها، وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ ـ في الدين والدنيا: فَمِنْ نَفْسِكَ ـ أي: بذنوبك وكسبك، وما يعفو الله عنه أكثر. اهـ.

وراجع في ذلك الفتاوى التالية أرقامها: 36842، 51394، 49228.

وقد ورد بخصوص الزنا قول النبي صلى الله عليه وسلم: ما ظهر في قوم الزنا أو الربا إلا أحلوا بأنفسهم عذاب الله. قال المنذري: رواه أبو يعلى بإسناد جيد ـ وحسنه الألباني.

وأما قلة البركة وحصول الفقر خاصة: فقد رويت فيه أحاديث ولكنها لا تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، كحديث: الزنا يورث الفقر ـ وراجع في تخريج هذه الأحاديث سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني: 140ـ 143 ـ كشف الخفاء: 1427.
وأما الخلاص من آثار الزنا في الدنيا وعقوبته في الآخرة: فيكون بالتوبة وكثرة الاستغفار وإتباعه بالحسنات الماحيات، قال تعالى: وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ {هود: 114}.

وراجع الفتوى رقم: 43426.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني