الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

كيف أستحضر النية؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالنية يطلب استحضارها باعتبارين، الأول هو ما يطلب من كل مسلم في كل عمل وهو ألا يريد بعمله إلا وجه الله تعالى فيستحضر الإخلاص لله وحده ويتجنب الرياء وأسبابه ولا يريد بعمله عرض الدنيا وزينتها، وهذا يحتاج إلى يقظة وانتباه حتى يتلافى العبد الرياء ويحقق الإخلاص المأمور به، وطريقة استحضار النية بهذا المعنى أن يعمل العبد العمل متقربا به إلى الله تعالى فحسب، وهذا يسير على من تنبه ولم تستول عليه الغفلة، وأما النية بالاعتبار الآخر وهي التي يتكلم عنها الفقهاء فهي أن يستحضر بقلبه كل عمل يريد القيام به، فينوي الوضوء إن أراده وينوي الصلاة إن أرادها وهكذا، ثم إن كانت تلك العبادة فريضة معينة أو نفلا معينا نواه، فينوي أن يصلي الظهر أو الضحى أو الوتر أو يصوم عن نذر أو كفارة أو قضاء مثلا، وهكذا في جميع العبادات، قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: والنيَّةُ شرطٌ في جميع العبادات، والكلامُ على النيَّة من وجهين:

الأول: من جهة تعيين العمل ليتميَّز عن غيره، فينوي بالصَّلاة أنَّها صلاة وأنَّها الظُّهر مثلاً، وبالحجِّ أنه حجٌّ، وبالصِّيام أنَّه صيام، وهذا يتكلَّم عنه أهل الفقه.

الثَّاني: قصدُ المعمول له، لا قصد تعيين العبادة، وهو الإِخلاص وضدُّه الشِّرك، والذي يتكلَّم على هذا أرباب السُّلوك في باب التَّوحيد وما يتعلَّق به، وهذا أهمُّ من الأوَّل، لأنَّه لُبُّ الإِسلام وخلاصة الدِّين، وهو الذي يجب على الإِنسان أن يهتمَّ به. انتهى.

ثم إن استحضار النية على ما يطلقه الفقهاء أمر يسير لا يحتاج إلى كبير عناء، فإن النية تتبع العلم، ومن علم ما يريد فعله قصده ضرورة، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني