الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم أجرة السائق على توصيل الركاب إلى أماكن محرمة

السؤال

يعمل زوجي في الولايات المتحده سائق ليموزين، ومعظم أعماله فيها، ويقوم بتوصيل الناس إلى أعمالهم أو منازلهم، وفي بعض الأحيان يقوم بإيصال بعض الزبائن للحانات أو يأخذهم منها إلى منازلهم، فما حكم المال الذي يكسبه عندما يوصلهم للحانات؟ وهل هو حرام؟ وماذا نفعل إذا اختلط المال الحلال بالحرام؟ وكيف يتوب من هذا العمل إن كان حراما؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما عمل زوجك من حيث هو فلا حرج فيه وإيصاله للزبائن إلى ما هو مباح أمر مشروع وكذا ما يأخذه عليه من أجر، وأما إيصاله لهم إلى الحانات أو الأماكن المحرمة فلا يجوز لما فيه من إعانتهم على المعصية بإيصالهم إلى محلها، وما يؤخذ من أجر عوضا عن ذلك فهو محرم بخلاف إيصاله لهم منها إلى منازلهم فلا حرج فيه ولا فيما يؤخذ عليه من أجر. وبالتالي، فحكم ما يكسبه زوجك من عمله ينبني على مشروعية العمل ذاته، فما كان منه مباحا كإيصاله للعمال إلى أعمالهم المشروعة ونحوها فأجرته مباحة، وما كان فيه إعانة على المعصية وإيصال لفاعلها إلى محلها ليتمكن من فعلها فالأجرة المكتسبة منه محرمة، والتوبة من ذلك تتحق بالندم على ما فات والعزم على عدم العود إليه، والتخلص من المال الحرام وانظري الفتويين رقم: 58196، ورقم: 13377.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني