الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم إلباس الفتيات الصغيرات المميزات ملابس تظهر الساق والفخذ والكتف

السؤال

ما حكم لباس الفتيات الصغيرات، المميزات، ملابس صنعتها الشركات الغربية الفاجرة (تكشف الساق، والفخذ، والكتف)؟
وما هي عورة الصغيرة؟
وما هي نصيحتكم للوالدين حول تعويد الصغار على ستر العورات؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد بينا في الفتوى رقم: 112255 حدود عورة الصغيرة، وعليه؛ فلا يجوز أن تلبس الصغيرة ما لا يستر عورتها، وعلى الولي أن يمنعها من ذلك.

جاء في الموسوعة الفقهية: عَلَى الأَبِ أنْ يَمْنَعَ بِنْتَه الصَّغِيرَةَ عَنِ التَّبَرُّجِ إِذَا كَانَتْ تُشْتَهَى، حَيْثُ لاَ يُبَاحُ مَسُّهَا، وَالنَّظَرُ إِلَيْهَا وَالْحَالَةُ هَذِهِ؛ لِخَوْفِ الْفِتْنَةِ. اهـ.

وعموما ننصح أولياء الأمور بالاهتمام بتنشئة أبنائهم وبناتهم على العقيدة الصحيحة، والأخلاق النبيلة، والسمت الإسلامي الرفيع، وأن يعودوا بناتهم على الحشمة والحياء، فالبنت وإن كانت لم تبلغ سن التكليف، إلا إنه ينبغي تعويدها على الحجاب قبل البلوغ، لا سيما المميزة، ومن قاربت البلوغ.

جاء في فتاوى اللجنة الدائمة: وينبغي له أن يمرنها على ذلك قبل البلوغ حتى تتعوده، ويكون من السهل عليها الامتثال.
ويقول ابن عثيمين رحمه الله: البنت الصغيرة التي دون السبع، هذه لا حكم لعورتها، يعني تكشف وجهها، وتلبس الثوب القصير، ولا بأس، وإن كنا نرى ألا تعود لبس الثوب القصير؛ لأنها إذا لبست الثوب القصير خفَّ حياؤها إذا كَبُرَت؛ لكن مَن جاوزت ذلك فإن النساء يختلفن، مِن النساء مَن يكون شبابها طيباً، ولحمتها كبيرة حتى ترى مَن لها عشر سنوات تقول: هذه بالغة، فمتى تعلق النظر بها -بقطع النظر عن سنها- وجب عليها أن تحتجب. لقاء الباب المفتوح.
وسئل فضيلته السؤال التالي: بعض النساء-هداهن الله- يُلبسن بناتهن الصغيرات ثياباً قصيرة تكشف عن الساقين. وإذا نصحنا هؤلاء الأمهات، قلن نحن كنا نلبس ذلك من قبل ولم يضرنا ذلك بعد أن كبرنا. فمنا رأيكم بذلك؟
فأجاب بقوله: أرى أنه لا ينبغي للإنسان أن يلبس ابنته هذا اللباس وهي صغيرة؛ لأنها إذا اعتادته بقيت عليه، وهان عليها أمره، أما لو تعودت الحشمة من صغرها بقيت على تلك الحال في كبرها، والذي أنصح به أخواتنا المسلمات أن يتركن لباس أهل الخارج من أعداء الدين، وأن يعودن بناتهن على اللباس الساتر، وعلى الحياء، فالحياء من الإيمان. مجموع فتاوى ابن عثيمين.

وختاما نذكر أولياء الأمور بقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ {التحريم:6}. وقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: الرجل راع في أهله، ومسؤول عن رعيته. رواه البخاري.
وانظر الفتوى رقم: 39008
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني