الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم ترك الجرائد الحاوية لما فيه ذكر اسم الله ملقاة في الشارع

السؤال

ما حكم ترك الجرائد المستعملة، الحاوية لأسماء أساتذة المعاهد، والتي قد يكون ذُكر اسم الله فيها، مع عدم التأكد من وجود اسم الله عليها، مرمية في الشارع، أو وجود أشخاص يستعملونها؟
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فتعظيم اسم الله من تعظيم شعائره، الدال على تقوى القلوب؛ قال سبحانه: ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ {الحج:32}.

قال السعدي في تفسيره: فتعظيم شعائر الله صادر من تقوى القلوب، فالمعظم لها يبرهن على تقواه وصحة إيمانه؛ لأن تعظيمها، تابع لتعظيم الله وإجلاله.

ومن تعظيم اسم الله صيانته عن رميه في الشارع، أو استعماله على جهة الامتهان.
ولكن ينبغي أن يتم ذلك في حدود المقاصد الشرعية، والتي منها رفع الحرج والمشقة عن العباد، كما قال تعالى: مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ {المائدة: 6}. وقال سبحانه: هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ {الحج:78}.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن خير دينكم أيسره، إن خير دينكم أيسره. رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني.

وما ذكرت هو مما عمت به البلوى في هذا العصر، وعسر الاحتراز منه؛ ولذلك فينبغي أن تقوم بما لا مشقة عليك فيه من أمر هذه الجرائد، وإن علمت أنها تحتوي على معظم في الشرع كاسم الله، والقرآن وغيرهما، فعليك أن تصونها، وليس عليك أن تفتش في كل قصاصة ورق تقابلك؛ إذ لا يخفى ما في ذلك من المشقة.

وللفائدة يرجى مراجعة هاتين الفتويين: 112698، 50107.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني