الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يكتفى في رد السلام بقول: وعليكم.

السؤال

هل يصح الرد على من قال: "جزاك الله خيرًا" بـ:"وإياك"؟ وما الشبه بين الرد: بـ "وجزاك" دون قول: "الله"، وقول: "وعليكم" دون قول: "السلام" للمسلم؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا مانع من الرد بلفظ: "وإياك" على المخاطب الذي دعا لأخيه بخير، أو قال له: جزاك الله خيرًا؛ لأن الواو فيها للعطف والتشريك، وكلمة "إيا" ضمير نصب منفصل، والكاف فيها للخطاب؛ فهي بمعنى ولك المثل، فقول الراد: "وإياك" معناه: وأنت جزاك الله خيرًا، فهو كلام صحيح لا بأس به.

ومثلها في الرد "وجزاك" لأن المحذوف معلوم، وهو الله تعالى المذكور في جملة "جزاك الله خيرًا" وهذا الأسلوب معروف وجائز في كلام العرب.

وأما الاكتفاء بقول "وعليكم" في الرد على "السلام عليكم" فإنه لا يصح عند أكثر أهل العلم؛ لقول الله تعالى: أَوْ رُدُّوهَا {النساء:86}
فينبغي أن يكون الرد مثل الابتداء، أو أحسن منه؛ قال القرطبي: والمراد بقوله تعالى: أَوْ رُدُّوها جواز الاقتصار في الرد على مثل لفظ المبتدئ .. وظاهر الآية الكريمة أنه لو رد عليه بأقل مما سلم به أنه لا يكفي، وحملها الفقهاء على أنه الأكمل فقط.
وقال النووي: فَلَوْ اقْتَصَرَ عَلَى "عَلَيْكُمْ" - بدون الواو - لَمْ يُجْزِهِ بِلَا خِلَافٍ، وَلَوْ قَالَ: وَعَلَيْكُمْ بِالْوَاوِ فَفِي إجْزَائِهِ وَجْهَانِ.

ولذلك فإنه لا ينبغي رد السلام ب "وعليكم" فقط، أو بلفظ أقل مما قاله المسلّم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني