الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم سب دين النصارى وسب الشيطان

السؤال

مسيحي سب لي دين الإسلام، فهل أسب دينه؟ أم ماذا أفعل؟ وهل سب الشيطان مباح؟ أم هذا من تلبيس إبليس لكي يوقعنا في سوء اللسان والتعود على فحش اللسان من خلال أقبح الألفاظ التي ننطقها؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فسب دين النصارى إن كان المقصود به دين المسيح ـ عليه السلام ـ قبل التحريف، فهذا لا يجوز قطعا، أما إن كان المقصود سب ما هم عليه الآن من أباطيل، فهذا جائز من حيث الأصل، إلا أن المسلم الكيس الفطن ينظر دائما إلى مآلات الأمور وعواقبها، ويوازن بين المصالح والمفاسد، فإذا كان سب دين النصارى الباطل سيجر إلى فتن ومفاسد أكبر أو يؤدي إلى مزيد من سب دين الإسلام، فحينئذ لا يجوز ذلك، وانظر الفتوى رقم: 50065.

وقد سبق الكلام على سب الشيطان في الفتوى رقم: 26335.

ولا شك أن الأولى بالمسلم أن يعود لسانه على التعفف وعدم السباب عموما، لقوله صلى الله عليه وسلم: ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش البذيء. رواه أحمد والترمذي وغيرهما.

وعن عائشة قالت: أتى النبي صلى الله عليه وسلم أناس من اليهود فقالوا: السام عليك يا أبا القاسم، قال: وعليكم، قالت عائشة: قلت: بل عليكم السام والذام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عائشة لا تكوني فاحشة، فقالت: ما سمعت ما قالوا؟! فقال: أوليس قد رددت عليهم الذي قالوا؟ قلت: وعليكم.

وفي رواية: مه يا عائشة، فإن الله لا يحب الفحش والتفحش. متفق عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني