الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تـاريـخ الســــــحـر

السؤال

من هو أول من علم الناس السحر؟ وما كان عمل الملكين هاروت وماروت؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالسحر قديم، وقد ذكره الله تعالى في قصة موسى مع فرعون، فقال سبحانه: قَالَ مُوسَى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ أَسِحْرٌ هَذَا وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ [يونس:77].
وكذا في زمن سليمان -عليه السلام- فقال: وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ... [البقرة:102].
ولم يذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه ولا رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته -فيما نعلم- تحديد زمن معين ظهر فيه السحر على يد شخصٍ معين، ولكن تبين من الآية السابقة أن الجن هم مصدر السحر، بل ورد في القرآن ما يدل على أن كل رسول بعثه الله إلى قومه اتهموه بالسحر، مما يدل على قِدمه، قال تعالى بعد أن ذكر قصة إبراهيم ولوط، وعاد وثمود، ونوح، وقوم محمد صلى الله عليه وسلم -وهم قريش- قال لهم: فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ * وَلا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ * كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ [الذريات:50 - 52].
أي أوصى بعضهم بعضًا بهذه المقالة وهي اتهام الرسول بالسحر أو الجنون أو هما معًا.
وأما ما كان من خبر الملكين: هاروت وماروت فيمكن أن تراجع فيه الفتوى رقم: 35801 . والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني