الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عوامل دفع الحسد والوقاية منه

السؤال

سؤالي هو: عندما يمتلك الشخص شيئا قيما ولافتا للأنظار ويحسد عليه هل لو ابتعد عنه يتأثر بالحسد أم لا؟ مثال: أملك محلا تجاريا يحسدني كل جيراني على امتلاكه وأحس أنني أتعب بسبب ذلك، فهل لو ابتعدت عن المحل سوف أتأثر أيضا بالحسد حتى لو كنت في بلد آخر؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فههنا أمور نحب أن نبينها لك، منها أنه لا ينبغي نسبة كل ما يحصل للإنسان من شر أو أذى إلى الحسد، فقد تكون لذلك أسباب أخرى، وأهمها معصية الله تعالى وتعدي حدوده، كما قال سبحانه: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ {الشورى:30}.

فعلى الإنسان أن يجتهد في التوبة وتحصيل أسباب الاستقامة وليبشر من ربه بكل خير، ومنها أن علاج الحسد سهل ميسور ـ بإذن الله ـ وليس من علاجه الاستسلام لكيد الحاسد الذي لا تقر عينه إلا بزوال نعمة الله عن العبد، بل يكون علاج الحسد بلزوم الشكر، فإنه سبب المزيد، كما قال تعالى: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ {إبراهيم:7}.

واستعمال الرقى النافعة وخاصة المعوذتان هو من أنفع الأشياء في علاج الحسد ودفع شر الحاسد ـ بإذن الله ـ ومنها أنه لا يلزم من تركك هذا المحل أن يندفع عنك شر الحاسدين، فإنهم قد يحسدونك لأسباب أخرى، وقد يحسدونك على نعم من الله بها عليك سوى هذا، فليس الحل إذاً ترك المحل، وإنما الحل هو ما ذكرنا من الاجتهاد في طاعة الله وشكر نعمته والإكثار من الدعاء والتعوذ به سبحانه من شر الحاسدين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني