الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الفرق بين الحسد المذموم والغبطة المحمودة

السؤال

هناك أوقات أحسد فيها من يستطيع الصلاة، بينما لا أستطيع أنا في تلك الفترة من الشهر.
هل أذنبت؛ لأني أحسد أحدهم؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فعلك تقصدين أنه يقع في قلبك تمني أن يكون حالك مثل حال المصلين، وهذا ليس بحسد مذموم، بل هو غبطة محمودة، وقد تسمى الغبطة حسدا تجوزا، كما جاء في الحديث عبد الله بن مسعود قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالًا فسلط على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها. أخرجه البخاري ومسلم.

والحسد المنهي عنه هو تمني زوال النعمة عن المنعم عليه، كما عرفه أهل العلم، وهذا مذموم.

وأما الغبطة، فليست من الحسد، وإنما أطلق عليها الحسد مجازا.

قال ابن حجر في فتح الباري: وأما الحسد المذكور في الحديث فهو الغبطة، وأطلق الحسد عليها مجازا، وهي أن يتمنى أن يكون له مثل ما لغيره من غير أن يزول عنه، والحرص على هذا يسمى منافسة، فكأنه قال في الحديث: لا غبطة أعظم أو أفضل من الغبطة في هذين الأمرين. اهـ.

ويصعب تصور أن مسلمًا يتمنى زوال نعمة الصلاة عن المصلين، ولو فُرض أن مثل الخاطر هذا مَرَّ على قلبك، ولم يستقر فيه؛ فليس عليك مؤاخذة به؛ لما جاء في الحديث عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها، ما لم تعمل أو تتكلم» أخرجه البخاري ومسلم.

جاء في الزواجر عن اقتراف الكبائر للهيتمي: فلا حسد إلا على نعمة بأن تكرهها للغير، وتحب زوالها عنه، فإن اشتهيت لنفسك مثلها مع بقائها لذويها فهو غبطة، وقد يخص باسم المنافسة وهي قد تسمى حسدا كما مر في خبر: «لا حسد إلا في اثنتين» وفي حديث: «المؤمن يغبط والمنافق يحسد». إذا تقرر ذلك، فالأول حرام وفسوق بكل حال ...
والثاني: أعني الغبطة والمنافسة في الخير، فممدوحة، قال تعالى: {وفي ذلك فليتنافس المتنافسون} [المطففين: 26]- {سابقوا إلى مغفرة من ربكم} [الحديد: 21]. اهـ.

وراجعي للفائدة الفتويين: 276121

وينبغي للمسلمة أن ترضى بقضاء الله، وأن تعلم أن الحيض أمر كتبه الله -جل وعلا- على بنات آدم. فهذا مما يُذهب عنها الحزن والألم، كما جاء في الصحيحين عن عائشة: خرجنا لا نرى إلا الحج، فلما كنا بسرف حضت، فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي، قال: (ما لك نفست). قلت: نعم، قال: (إن هذا أمر كتبه الله ‌على ‌بنات ‌آدم ...).

وينغي لك أن تشغلي نفسك حال حيضك بالعبادت الأخرى الكثيرة، من ذكر الله سبحانه، وقراءة القرآن العظيم -من الجوال أو نحوه دون مس للمصحف- وطلب العلم الشرعي، والصدقة، وصلة الرحم، والدعوة إلى الله، إلى غير ذلك من ألوان العبادات.

وانظري الفتويين: 122876- 76366.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني