الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

شخص يدافع الوسواس في أمور الوضوء والصلاة وتكبيرة الإحرام، فهل لا بد من التسمية عند الوضوء؟ وكيف تكون التسمية بالقلب؟ وهل يرددها في قلبه؟ أم مجرد استحضار نية الوضوء ثم الدخول للحمام يكفي؟ وفي تكبيرة الإحرام هل الإقامة تعتبر نية يكفي بعدها الدخول في الصلاة بتكبيرة الإحرام مباشرة دون التفكير في استحضار النية من جديد؟ وعلى هذا، فهل يعتبر الوضوء نفسه نية للصلاة فيكبر بعده للصلاة مباشرةً؟.
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن يعافي هذا الشخص من الوساوس، وننصحه بالإعراض عنها وعدم الاسترسال معها حتى لا تزداد، وقد ذكرنا بعض الوسائل المعينة للتغلب على الوساوس في الفتويين رقم: 3086، ورقم: 51601.

كما يمكن الاستفادة من مراجعة قسم الاستشارات في الموقع.

وأما بخصوص التسمية على الوضوء: فقد اختلف العلماء في اشتراطها لصحة الوضوء، وجمهور العلماء على أنها سنة وليست شرطا، وعلى ذلك فيصح الوضوء بدون تسمية؟ وانظر الفتوى رقم: 124839.

وفرق بين التسمية وبين النية، فالنية هي القصد والعزم على الشيء، أما التسمية فهي قول: بسم الله، فإذا أراد الإنسان أن يسمي في قلبه، فهذا يعني أن يقول بقلبه: بسم الله، أما استحضار نية الوضوء: فهذا ليس من التسمية في شيء، وإن كانت التسمية على الوضوء غير واجبة أصلا عند الجمهور، لا باللسان ولا بالقلب.

وأما بخصوص نية الصلاة: فقد ذهب بعض أهل العلم إلى جواز تقدم نية الصلاة على تكبيرة الإحرام ولو بزمن طويل ما لم تقطع ، كما سبق في الفتوى رقم: 132505.

وحيث إن هذا الشخص يعاني من الوساوس، فلا حرج عليه ـ إن شاء الله ـ أن يأخذ بأيسر الأقوال وأرفقها به، وانظر الفتويين رقم: 181305، ورقم: 134196.

وليعلم أن النية أمرها هين، فإذا توضأ الإنسان للصلاة أو أقام لها، فلا شك أنه قد نوى أن يصلي، ولا يلزمه تجديد النية عند تكبيرة الإحرام، قال الشيخ العثيمين ـ رحمه الله ـ في الشرح الممتع: مسألة: يقول بعض الناس: إن النيَّة تَشُقُّ عليه، وجوابه: أنَّ النيَّة سهلة، وتركها هو الشَّاقُّ، فإنه إذا توضَّأ وخرج من بيته إلى الصلاة، فإنه بلا شَكٍّ قد نوى، فالذي جاء به إلى المسجد وجعله يقف في الصَّف ويكبِّر هو نيَّة الصلاة، حتى قال بعض العلماء: لو كلَّفنا الله عملاً بلا نيَّة لكان من تكليف ما لا يُطاق، فلو قيل: صَلِّ ولكن لا تنوِ الصَّلاة، توضَّأ ولكن لا تنوِ الوُضُوء، لم يستطع، ما من عمل إلا بنيَّة، ولهذا قال شيخ الإسلام: النيَّة تتبع العلم، فمن علم ما أراد فِعْلَه فقد نواه، إذ لا يمكن فعله بلا نيَّة ـ وصَدَق رحمه الله ـ ويدلُّك لهذا قوله عليه الصَّلاة والسَّلام: إنَّما الأعمال بالنيَّات ـ أي: لا عمل إلا بنيَّة. انتهى. وانظر الفتوى رقم: 119931.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني