الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الضحك الداخلي عند قراءة رسالة فيها استهزاء بالدين مع مدافعته

السؤال

أعاني من وسواس قهري، ومستمرة في أخذ العلاج، راجية من الله تعالى أن يشفيني ويعافيني، وذات مرة كنت في تويتر أقرأ الرسائل، فمررت على زنديق يستهزئ بالدين، فقرأت رسالة له فيها استهزاء بالدين، فانفجر داخلي بالضحك، وأنا أحاول كتمه حتى لا يخرج، وفعلاً نجحت، فلم يخرج، وغضبت من نفسي كيف تفعل مثل هذا!؟ والضمير يؤنبني، فيقول: تشهدي، واغتسلي أفضل من أن تجلسي العمر كله تتعبدين، ونهايتك جهنم، فأحزن حزنًا عظيمًا، فهل حقًّا خرجت من الدين، وإذا كانت الإجابة: لا، فأنا أشعر بالكفر، فأي كلمة أو شيء أتحسس منه جدًّا، وأجاهد إذا علمت أنها وسوسة، فماذا أفعل؟ وذات مرة كنت أتوضأ وأعيد، وأتوضأ وأعيد، فمللت وقلت: تبن ـ أعرف أنها كلمة ليست جيدة أبداً، ولكن للتوضيح، فحزنت كيف أقول مثل هذا! فهل أكفر بفعلي هذا؟ حيث إن ضميري يقول لي: إنني قمت بسب الدين؟ والله إني أحب الله وروحي فداه، وترخص لأجله، فلماذا أفعل مثل هذه الأفعال؟ أريد أن أكون فتاة صالحة يرضى عني الله، فكيف ذلك؟ وكل حياتي ذنوب: إسراف في الماء، وذنوب تخرج من الملة، وعصيان للوالدين، فاللهم ارحمني، أريد الإجابة الشافية، ولا تحيلوني على إجابةٍ سابقة.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإننا نسأل الله تعالى أولًا أن يذهب عنك هذه الوساوس، وأن يفرج كربك، إنه سبحانه سميع مجيب، واعلمي أن الوسواس القهري يمكن علاجه، فما عليك إلا أن تجتهدي في ذلك، وراجعي الفتوى رقم: 51601، ففيها بعض سبل العلاج.

ثم استيقني أن الكفر الذي تخافينه لم يقع لك، وأما ضحكك لقراءة الرسالة: فلا يترتب عليه بمجرده شيء، لا سيما وقد ذكرت أنه لم يخرج.

وعلى ذلك فأنت - بحمد الله - على إسلامك، ولم ترتدي ـ عياذًا بالله من ذلك ـ وقد تقرر في الشريعة أن من ثبت إسلامه بيقين، فلا يزول إسلامه بالشك؛ للقاعدة الفقهية المشهورة: اليقين لا يزول بالشك.

وعلى ذلك، فمسألة الغسل غير واردة في حالتك؛ لأنها مبنية على ثبوت ردتك؛ وذلك لم يثبت، فعليك أن تطرحي هذه الأفكار، ولا تجعلي للشيطان عليك سبيلًا، فإن الوسوسة مرض شديد، فلا تفتحي بابه على نفسك بالاسترسال مع تلك الوساوس، وبخصوص الوسوسة في الوضوء راجعي الفتوى رقم: 7578.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني