الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى السجود في الآية: ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا

السؤال

قال تعالى: ( ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا ) . السؤال هو: هل هذا السجود مثل السجود الذي نسجده الآن لله؟ وإذا كانت الإجابة بنعم، فكيف سجدوا لغيرالله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالسجود المذكور في هذه الآية سجود تحية وسلام وإكرام، وليس سجود عبادة وذل وخضوع، فسجود العبادة خاص بالله عز وجل، وتأديته لغيره شرك في دين الأنبياء كلهم، وأما سجود التحية، فقد كان مشروعاً في الأمم الماضية، ولكنه نسخ في شريعتنا.
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: وقد كان هذا سائغاً في شرائعهم إذا سلموا على الكبير يسجدون له، ولم يزل هذا جائزاً من لدن آدم إلى شريعة عيسى عليه السلام، فحرم هذا في هذه الملة، وجعل السجود مختصاً بجانب الرب سبحانه وتعالى هذا مضمون قول قتادة وغيره، وفي الحديث أن معاذاً قدم الشام، فوجدهم يسجدون لأساقفتهم، فلما رجع سجد لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ما هذا يا معاذ؟. فقال: إني رأيتهم يسجدون لأساقفتهم، وأنت أحق أن يسجد لك يا رسول الله، فقال: لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها لعظم حقه عليها. . انتهى كلامه رحمه الله.
وقد روى أحمد والنسائي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر، ولو صلح أن يسجد بشر لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها.
وقد اختلف العلماء في كيفية سجود التحية وهو المذكور في سورة يوسف، والأكثرون على أنه السجود المعهود بوضع الجبهة على الأرض، وقال بعضهم كان مجرد انحناء، وقال بعضهم المقصود به التذلل.
قال الشوكاني في فتح القدير في معرض ترجيح المذهب الأول: فإن الخرور في اللغة المقيد بالسجود لا يكون إلا بوضع الوجه على الأرض. اهـ
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني