الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الموسوس الذي يعتريه الشك لا يسجد للسهو

السؤال

جزيتم خيراً على هذا الموقع الذي استفدنا منه.
لدي عدة أسئلة، وهي مرتبطة بموضوع واحد.
أنا مصابة بالوسواس- أبعدكم الله عنه- لقد عانيت منه كثيراً، وحاولت، وجاهدت نفسي حتى أقاومه، تارة أنجح، وتارة أخرى أفشل.
بدايتي منذ زمن، لا أستطيع الجلوس في مكان عام، أو مع الناس، وإذا رجعت للمنزل قمت بتبديل ملابسي.
هذه بدايتي، لكن خلال سنة زاد الأمر سوء، الوسواس زاد لدي. كيف بدأ؟ لا أعلم. عند دخول دورة المياه أجلس لمدة نصف ساعة وأكثر، أشعر أن مثانتي مملوءة بالبول، أخرج وأدخل مرة أخرى، واستحم في اليوم أكثر من 4 مرات، ربما عند كل صلاة، والوضوء أتوضأ أكثر من 5 مرات، والصلاة أعيدها مراراً وتكراراً، كدت أجن بسبب هذه الحالة، ولا يعلم بحالي غير الله. أصابني الاكتئاب بسبب الوسواس، ونزل وزني بشدة.
لقد عانيت بشدة، وكنت أشفق على نفسي؛ لأني وصلت لحالة أشبه بالجنون، لا أنكر أن الصلاة أصبحت ثقيلة على قلبي، وأصبح عقلي لا يفكر إلا في الصلاة التالية، هكذا حالي، حاولت أمي وأختي معي، وجاهدتا معي فجزاهما الله خيراً، حتى أصبحت أختي أو أمي تراقباني عند الوضوء، وعند الصلاة. حاولت وجاهدت نفسي، بدأت أقلل وأصرف الأمر عني، ولا آخذ به، قليلاً فقليلاً بدأت في الرجوع، لكن لم أشف تماماً، عند الصلاة كثيراً ما أشك، لا يخلو يومي من شك، مرات أشك أنني أخطئ، مرات أقطعها، ومرات أسجد سجود السهو، عند الصلاة إذا قرأت الفاتحة وقمت بإعادتها لأني أشك هل يلزمني سجود سهو وهل قبل أو بعد؟ وعندما أقرأ سورة بعد الفاتحة، وانتابني شعور الشك أنني لم أقم بإكمال سورة الفاتحة. هل يمكنني قراءتها؟ وهل يلزمني سجود السهو وهل قبل أو بعد؟ ونفس الأمر عند التشهد الأول والأخير بعد ما أبدأ بقراءة التشهد الأخير أشك أنني لم أقرأ التشهد الأول، أو لم أقرأه كاملاً، وأعيد مرة أخرى، وأقرأ التشهد الأول، وبعدها التشهد الأخير.
ما الحكم في ذلك؟
عندما أخطئ وأقوم بتبديل المواضع كـقول سبحان ربي الأعلى في الركوع، هل سجود السهو قبل أو بعد؟
وشكراً.
وجزيتم خيراً.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله لك الشفاء والعافية، ثم اعلمي أن علاج الوساوس هو الإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها، فعليك أن تستمري في مجاهدة نفسك حتى يذهب الله عنك هذا الداء بمنه؛ وراجعي لكيفية التغلب على الوسوسة الفتوى رقم: 51601.

وكلما شككت في صلاتك، فلا تلتفتي للشك، ولا تعيريه اهتماما، ولا تسجدي للسهو إلا إذا حصل لك اليقين بما يوجبه، فالموسوس يعرض عن الشك، ولا يسجد للسهو كما ذكر ذلك بعض الفقهاء؛ وانظري الفتوى رقم: 134196.

وحيث شرع لك سجود السهو، فيجوز لك أن تسجدي قبل السلام أو بعده، وإنما اختلف العلماء في الأفضل من ذلك؛ وانظري الفتوى رقم: 125888.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني