الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحب ما يتقرب به من ربه تبارك وتعالى

السؤال

أريد عملا غير أعمال الصلاة والصدقة والصوم وحفظ القرآن للتقرب إلى الله؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن أهم عمل يقرب العبد به من ربه تبارك وتعالى هو أداء ما افترض عليه، كما قال تعالى في الحديث القدسي: "وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه.. الحديث رواه البخاري، وآكد ذلك الصلاة؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أول ما يحاسب عليه العبد الصلاة، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر. رواه الترمذي وحسنه، وأبو داود.

وأما نوافل العبادة فلا شك أن الصلاة وما ذكر معها من أعظم ما يقرب إلى الله تعالى، وفيها الخير الكثير والأجر العظيم لمن عملها بنية صادقة، ولكن أبواب الخير وطرقه كثيرة لا تكاد تحصى، فمن فضل الله على عباده أنه نوع لهم القربات ليجد كل واحد منهم ما يلائمه، ويقربه إلى الله تعالى، وإذا ملَّ من عمل اشتغل بغيره، فأنفق أوقاته كلها في مرضاة الله تعالى.
ومن أهم ما يقرب العبد إلى ربه كثرة ذكر الله تعالى تسبيحا وتهليلا واستغفارا، وصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ومنها: التفكر في نعم الله وعظيم مخلوقاته، ومنها: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الله تعالى، وتعليم الناس ما ينفعهم في دينهم، ويسهل عليهم سبل معاشهم.

ومنها: السعي في حوائجهم، ومنها: نصرة المظلوم...
ولن تعملي عملا تبتغين به وجه الله إلا أجرت عليه؛ كما جاء في الصحيح عنه صلّى الله عليه وسلم أنه قال: "إنك لن تعمل عملاً تبتغي به وجه الله إلا أجرت عليه" وقال الإمام النووي في رياض الصالحين: باب في بيان كثرة طرق الخير. ثم ذكر تحت هذا العنوان الآيات والأحاديث الدالة على كثرة طرق الخير، فنرجو أن تطلعي عليه، وعلى بعض شروحه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني