الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السفر من أجل الكد على أمه وأختيه قربة وبر وجهاد

السؤال

أنا أعمل في الخارج وأعزب، ولي أم وأختان، وأنا في بلد وهم في بلد آخر، وسبب سفري هوالرزق، هل أنا مذنب بالخروج عن أهلي للعمل على العلم أن أمي تشجعني على البقاء في الخارج لصعوبة الحياة. ماذا أفعل هل أنا آثم ببقائي بعيدا عن أمي والأختين، على العلم أن أبي متوفى وليس لي أخ . وأن لي عماً وخالاً هناك . وأخواتي كبيرات ولسن متزوجات ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن السعي في الأرض طلباً للرزق أمر مشروع بل إنه مطلوب؛ لقول الله تعالى: هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ [الملك:15].
وقال سبحانه: وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ [المزمل:20].
قال النسفي سوَّى سبحانه وتعالى في هذه الآية بين درجة المجاهد والمكتسب لأن كسب الحلال جهاد.
قال صاحب فتح البيان في تفسيره: قال ابن مسعود: أيما رجل جلب شيئاً إلى مدينة من مدائن المسلمين صابراً محتسباً فباعه بسعر يومه كان عند الله من الشهداء.
وقال طاووس: الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله.
وبهذا يعلم السائل أنه في جهاد ما دام الغرض من سفره هو الكد على أمه وأختيه، كما أن في ذلك قربة أخرى وهي بره بأمه وتلبيته لرغبتها.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني