الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ثواب الوضوء نحو وضوء النبي مرتب على أمرين

السؤال

جاء في الحديث عن حمرانَ مولى عثمانَ بنِ عفانَ: أنه رأى عثمانَ دعا بوَضوءٍ، فأفرغ على يديه من إنائَه، فغسلَهما ثلاثَ مراتٍ، ثم أدخل يمينَه في الوَضوءِ، ثم تمضمضَ، واستنشقَ، واستنثرَ، ثم غسل وجهَه ثلاثًا، ويديه إلى المرفقينِ ثلاثًا، ثم مسح برأسِه، ثم غسل كلَّ رجلٍ ثلاثًا. ثم قال: رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يتوضأُّ نحوَ وُضوئِي هذا، وقال: من توضأَ نحوَ وُضوئِي هذا، ثم صلى ركعتين لا يُحدِّثُ فيهما نفسَه، غفر اللهُ له ما تقدمَ من ذنبِه.
إذا توضأت مثل هذا الوضوء، ثم صليت العصر. فهل يكتب لي الأجر؟ وكذلك إذا صليت أربع ركعات (مثنى مثنى ) وحدثت نفسي في الأوليين، ولم أحدث نفسي في الأخيرتين أحصل على الأجر أم إنه يقصد أول ركعتين؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإنك إذا أسبغت الوضوء كما جاء في الحديث المذكور, ثم صليت العصر -مثلا- حصلت على الثواب الوارد في هذا الحديث إن شاء الله. وإذا صليت أربع أركعات, ثم حدثت نفسك بشيء من أمور الدنيا في الركعتين الأوليين, فلا تحصل هذا الثواب.

جاء في عمدة القاري للعيني: الحكم الرابع: الثواب الموعود به مرتب على أمرين: الأول: وضوؤه على النحو المذكور. الثاني: صلاته ركعتين عقيبه بالوضوء المذكور في الحديث، والمرتب على مجموع أمرين، لا يلزم ترتبه على أحدهما إلا بدليل خارج. انتهى.

وجاء في شرح النووي على صحيح مسلم تعليقا على هذا الحديث: وفيه استحباب صلاة ركعتين فأكثر عقب كل وضوء، وهو سنة مؤكدة. قال جماعة من أصحابنا: ويفعل هذه الصلوات في أوقات النهي وغيرها؛ لأن لها سببا. واستدلوا بحديث بلال رضي الله عنه المخرج في صحيح البخاري أنه كان متى توضأ صلى، وقال إنه أرجى عمل له، ولو صلى فريضة، أو نافلة مقصودة، حصلت له هذه الفضيلة، كما تحصل تحية المسجد بذلك. والله أعلم.

وأما قوله صلى الله عليه وسلم: لا يحدث فيهما نفسه. فالمراد لا يحدث بشيء من أمور الدنيا، وما لا يتعلق بالصلاة، ولو عرض له حديث، فأعرض عنه بمجرد عروضه، عفي عن ذلك، وحصلت له هذه الفضيلة إن شاء الله تعالى؛ لأن هذا ليس من فعله. وقد عفي لهذه الأمة عن الخواطر التي تعرض ولا تستقر. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني