الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الكذب والقذف بالباطل بهتان وإثم مبين

السؤال

ما حكم الدين في من ظنت بزوج أختها ظن السوء ثم بدون دليل ذهبت إلى أختها وأخبرتها بأن زوجها يسكر ويزني ويمارس كل أنواع المحرمات وأقسم بالله بأنه بريء من هذه التهم وهو الآن يحافظ على الصلاة ويقرأ القرآن والزوجة تصدق تماماً كلام الأخت ماذا تنصح الزوج؟ والزوجة؟ والأخت ؟ وبارك الله فيكم...

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالكذب على الناس وقذفهم بالباطل بلا برهان من البهتان الذي حرمه الله ورسوله؛ كما قال تعالى: وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرُجُلِهِنّ [الممتحنة:12].
فدخل فيه قذف أهل الإحصان، والكذب على الناس، وقذفهم بالباطل وما ليس فيهم، وسائر ضروب الكذب. أفاده الجصاص في أحكام القرآن.
ويقول الله تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً [الأحزاب:58].
وإذا كان الأمر على وفق ما ورد في السؤال فإن هذه الأخت جمعت في فعلتها هذه البهتان والنميمة، ويجب عليها التوبة إلى الله والسعي لإصلاح ما أفسدته، وذلك بتكذيب نفسها عند أختها، والاستغفار والدعاء لزوج أختها، أما الزوجة فعليها أن تذب عن عرض زوجها، وتدفع عنه التهم الباطلة، والدعاوى الكاذبة، وأن تمنع وتزجر أختها عن ذلك، وعلى الزوج أن يستعين بالله تعالى ويصبر، وأن يبتعد عن المواطن التي يساء به الظن فيها.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني