الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشروعية تغيير الأسماء المكروهة

السؤال

هل يجوز اسم بيان وبنان وشكراً....

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فاعلم -وفقك الله- أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر أمته بتحسين أسمائهم، وأخبر أنهم يدعون يوم القيامة بها، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وبأسماء آبائكم فأحسنوا أسماءكم. رواه أبو داود بإسناد حسن.
وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أحب أسمائكم إلى الله عز وجل عبد الله وعبد الرحمن. رواه مسلم في صحيحه.
وشرع لنا صلى الله عليه وسلم تغيير الاسم المكروه باسم حسن، ففي صحيح مسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم غير اسم عاصية وقال: أنت جميلة. وفي رواية لمسلم أيضاً أن ابنة لعمر كان يقال لها: عاصية، فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم جميلة، وفي صحيح البخاري عن سعيد بن المسيب بن حزن عن أبيه: أن أباه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ما اسمك؟ قال: حزن، فقال: أنت سهل، قال لا أغير اسما سمانيه أبي، قال: سعيد بن المسيب، فما زالت الحزونة فينا بعد. والحزونة: غلظ الوجه وشيء من القساوة ، وهذا لأن هناك ارتباطاً وثيقاً بين الأسماء ومسمياتها، وتأمل قوله صلى الله عليه وسلم في بعض القبائل: أسلم سالمها الله وغفار غفر الله لها وعصية عصت الله ورسوله. رواه البخاري يتبين لك ذلك.
إذا تقرر هذا فالاسمان المشار إليهما في السؤال: يجوز التسمية بهما، فقد قال صاحب القاموس المحيط: البيان: إلإفصاح مع ذكاء، أما بنان فقد قال فهي: البنان: الأصابع أو أطرافها، وقال الراغب الأصفهاني قيل: سميت بذلك لأن بها صلاح الأحوال التي يمكن للإنسان أن يبن بها، وعلى هذا يجوز التسمية بهذين الاسمين.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني