الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قد يكشف الله تعالى لبعض الناس عن بعض الغيب

السؤال

إني أعلم أن الله وحده يعلم الغيب لكن هل من الممكن أن يعطى أحد هذه القدرة من خلال أي وسيلة وما تفسير تحقق بعض التنبؤات هل هي صدفة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد قال الله تعالى في محكم كتابه: قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ [النمل:65].
فالغيب المطلق لا يعلمه إلا الله تبارك وتعالى، وقد يكشف الله تعالى لبعض الناس عن بعض الغيب وخاصة عباده الصالحين وأولياءه المتقين، هذا فضلاً عما يطلع عليه أنبياءه بطريق الوحي.
فقد جاء في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنه قد كان فيما مضى قبلكم من الأمم محدَّثون، وإنه إن كان في أمتي هذه منهم فهو: عمر بن الخطاب.
والمحدثون: الملهمون، الذين يجري الله تعالى على ألسنتهم بعضاً من المغيبات كأنما حدثوا بها.
ومن ذلك الرؤيا الصادقة التي تحصل لبعض الناس، فيرى بعضهم شيئاً من المغيبات، وبعد فترة تتحقق الرؤيا كما أخبر، وهذا مشاهد في كل زمان ومكان.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة. رواه البخاري ومسلم.
وأما إمكان تحقق ذلك لبعض الأشخاص فلا مانع منه شرعاً ولا عقلاً، ولكن ما كان منه على جهة الكرامة فلا بد لصاحبه أن يكون تقياً يتحرى الحلال في مطعمه ومشربه وملبسه وصدق حديثه.
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: أصدقكم رؤيا أصدقكم حديثاً. رواه مسلم.
وبعض ذلك يكون بالملكة والفطنة والتأمل والفراسة، كما قال تعالى: إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ [الحجر:75]. أي المتفكرين الناظرين المعتبرين.
وقد حصل كثير من هذا لكثير من السلف الصالح، مثل الإمام مالك والشافعي ومحمد بن الحسن.
وما يحصل من تحقق توقعات بعض المحللين أو المراقبين، أكثره نتيجة للتأمل والاستقراء والتجربة وطول الخبرة ومعرفة التاريخ وأحوال الناس.
ومثل ذلك ما تخبر به مصالح الأرصاد الجوية من هُطول الأمطار وهبوب الرياح والمد والجزر، ولا مانع من أن يحصل ذلك عن طريق الإلهام والمكاشفات الإلهية.
وننبه السائل إلى أنه لا يوجد شيء اسمه صدفة، فكل شيء يجري في هذا الكون بقضاء الله وقدره.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني