الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الطلاق مباح إن دعت إليه الحاجة

السؤال

في البداية أود أن أشكركم على الجهود الرائعة التي تبذلونها في هذا الموقع، والتي أسأل الله عز وجل أن ينفع بها ويثيبكم عليها. أود أن أبدأ استشارتي مع إحراجي - والله - من الجميع، وأرجو أن أجد عندكم الحلول والمساعدة - إن شاء الله -. أنا الآن أفكر في الطلاق، ولم أجد سوى الطلاق حلا، لا أدري أنا على الصواب أو على خطأ. والرجاء منكم أن تفيدوني إذا كان الطلاق حلا أم لا؟ وشكرا.
سؤالي الأول:
أنا متزوج منذ حوالي عامين، منذ شهري الأول من الزواج تدهورت صحتي بشكل ملحوظ. في عامي الأول ابتليت بمرض الانزلاق الغضروفي، وأصبحت عاجزا عن الأعمال، سواء في البيت أو خارج البيت، وأعلمني الأطباء أنني لا أتجاوز رفع الثقل على 3 كلغ، ومرضت بالقولون العصبي القسي، ومرضت بدوالي الخصية، ولم أرزق بالأولاد بسبب الدوالي، وقمت بعملية جراحية. هذه الأمراض ابتليت بها بعد شهر من الزواج، لكن عادي إن شاء الله. أيكون ذلك طهارة لنفسي وابتلاء من الله عز وجل. وفي هذه الحالة هل ينطبق علي حديث النبي صلى الله عليه وسلم: الشؤم في الدار والمرأة والفرس .
سؤالي الثاني:
زوجتي تعاني من كثرة خروج الغازات بصوت أثناء النوم، وهذا الشيء ضايقني كثيرا، مع العلم كانت تعاني من خروج الغازات قبل زواجنا، ولم تصارحني في مرحلة الخطبة. حالتي النفسية تأثرت كثيراً؛ أنا أصبحت لا أطيقها، ولم أخبرها بذلك. مع العلم أصبحت لا أشتهيها ولا أجامعها منذ شهرين - لا أدري.
وتعاني أيضا من اتساع في المهبل، وخروج أصوات غريبة أثناء الجماع - صوت الريح - أكرمك الله - حيث يزعجنى ذلك الصوت واتساع المهبل. مع العلم لم تلد بعد، وذلك مما يجعلني أفقد المتعة الجنسية أثناء الجماع. أخذتها إلى طبيبة أخصائية، لا جدوى، ولم يحن الشفاء بإذن الله. وأشكو لها بعض الأحيان لتذهب إلى الطبيبة وتحاول العلاج. لكنها تلومني وتقول لي إنها عادي، والذي أشتكي منه مجرد وسواس. والله أدرى بذلك.
وعندي مشكلة أيضا معها: اكتشفت أنها في بعض الأمور تكذب علي، وعندما أغضب عليها تقول لي إنها كذبت من باب الخوف، وحذرتها من اللجوء إلى الكذب، لكنها عاودت الخطأ تكرارا ومرارا.
هذه مشاكلي التي أعاني منها. الصبر نفد، فهل الطلاق يجوز في هذه الحالات؟ وهل الطلاق حل؟
أرجو منكم النصيحة والدعاء لي بالشفاء العاجل والصبر، وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنشكرك على إعجابك بموقعنا، ونسأل الله أن يسخرنا وإياك لخدمة دينه ونفع أمة الإسلام ، وأن يتقبل منا ذلك ، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل بمنه وكرمه سبحانه.

واعلم أن الطلاق مباح ، وخاصة إن دعت إليه حاجة ، ويكره لغير حاجة ، وقد يحرم. وانظر الفتوى رقم: 12963. والمرأة وإن كانت قد تكون سببا في جلب الشر على زوجها كما دل على ذلك حديث الشؤم في ثلاثة ، وقد بيناه في الفتوى رقم: 59307 ، إلا أن هذا ليس بلازم. وما ذكرت من أمر الغازات يمكن علاجه ، فنوصيك بالصبر عليها ، وإن أمكنك الزواج من أخرى وإبقائها في عصمتك فافعل. وإذا بدا لك أن المصلحة في طلاقها فلا بأس بذلك ، فقد يكون الطلاق أفضل أحيانا ، وذلك فيما إذا استحالت العشرة، وكان استمرار الزوجية مفسدة محضة أو راجحة ، والمصلحة مرجوحة. قال ابن قدامة في المغني: فإنه ربما فسدت الحال بين الزوجين، فيصير بقاء النكاح مفسدة محضة، وضررًا مجردًا، بإلزام الزوج النفقة، والسكنى، وحبس المرأة مع سوء العشرة، والخصومة الدائمة من غير فائدة، فاقتضى ذلك شرع ما يزيل النكاح؛ لتزول المفسدة الحاصلة منه. اهـ.

وننبه إلى أن كذب الزوجة على زوجها قد يباح أحيانا بضوابط معينة أوضحناها في الفتوى رقم: 113633.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني