الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجوز للمرأة لبس الكعب العالي؟

السؤال

هل يجوز للمرأة لبس الكعب العالي، أم يحرم لبسها له؛ لأنه يظهر القدم، حتى ولو كان لبسها يلامس القدم! ويعرضها للسقوط، خاصة عند صعود ونزول السلم، أو كان الطريق غير مستوٍ، أو إذا اضطرت للقفز لعبور مكان به ماء وغيره، ونهى الله عنه بقوله: وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلى التهْلكَةِ {البقرة:195} والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: لاَ ضَرَرَ، وَلاَ ضِرَارَ الصحيحة، حديث:250 ويسبب تشوهات في القدمين، والعمود الفقري يصعب علاجها، كما يسبب انزلاقًا غضروفيًا! وخشونة الركبة، وتآكل غضروف الركبة! ودوالي الساقين! وآلام والتواء الكاحل، واحتمال الإصابة باحتكاك المفاصل المزمن! ويثني مفصل الركبة والورك، ويقوس أسفل الظهر، مسببًا عبئًا على كل العضلات والمفاصل السابقة، ومع مرور الوقت يحصل تيبس وألم وإصابات، كما يسبب إمالة الجسم بشكل غير طبيعي، مما يعرض المرأة للسقوط في أي لحظة! ويسبب تشوهات مختلفة بمبنى عظام أصابع القدمين! وتضرر الرحم بسبب تضييق الزاوية بين الفخذ والحوض! وزيادة النزيف أثناء الحيض، وأعراض ما قبل الحيض، وغير ذلك! وجروح وثآليل في أصابع القدم! والشعور بحرقان في أصابع القدمين ظاهرة عصبية بسبب الضغط المستمر للحذاء على الأصابع! وكسور والتواءات ناتجة عن السقوط بسبب عدم الاتزان! رابطان طبيان للتأكيد:
goo.gl/54KxpD - goo.gl/eHUSZJ
ويجعلها تتمايل في مشيتها، فتدخل في قوله صلى الله عليه وسلم: وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ، مُمِيلاَتٌ مَائِلاَتٌ، رُؤُوسُهُنَّ: كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ لا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ! وَلاَ يَجِدْنَ رِيحَهَا! وَإِنَّ رِيحَهَا: لَيُوجَدُ لَتُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا مسلم:2128 ويصدر صوتًا يفتن الرجال، ويحرك شهواتهم مصداقًا لقوله عز وجل: وَلا يَضْرِبْنَ بأَرْجُلِهنَّ لِيُعْلمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينتِهنَّ {النور:31} وفيه تشبه بالكافرات، فمعظم الكافرات يلبسن الكعب العالي، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التشبه بالكافرات، فقال صلى الله عليه وسلم: مَنْ تَشَبَّهَ بقَوْمٍ: فَهُوَ مِنْهُمْ صحيح الجامع:6149 وفيه غش لمن سيخطب المرأة! فيعتقد أنها أطول مما هي عليه! والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي مسلم:102 وقد ذم النبي صلى الله عليه وسلم المرأةَ التي تلبس كعبًا عاليًا مثل نساء بني إسرائيل: إِنْ قَصَدَتْ بِهِ: التَّفاخر أَوِ التطاول به بين النساء الطويلات، أو لفت انتباه الرجال الذين يريدون خطبتها! فقال: إنَّ امْرَأَةً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ قَصِيرَةً: فَاتَّخَذَتْ لَهَا نَعْلَيْنِ مِنْ خَشَبٍ، فَكَانَتْ تَمْشِى بَيْنَ امْرَأَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ، تَطَاوَلُ بهِمَا ابن حبان:5592 وصححه الأرنؤوط.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد بينا في الفتوى رقم: 104449، وتوابعها جواز لبس الكعب العالي ببعض الشروط، فراجعها.

وأما ما ذكرته: فلا يُسلم، فليس لازمًا منه إبداء القدم، ولا يغلب على الظن أنها تسقط إذا لبسته، وإنما هو احتمال.

وأما الأضرار الطبية فلا بد من إثباتها بدقة، ولا يكفي بحال الكلام المرسل، بل ليس لك ترديده إلا بعد تبينه.

وأما التمايل فليس بلازم له، فإن حصل التمايل من بعض الأنواع حرم ذلك.

ولا يلزم منه إصدار الصوت المحرم ـ صوت الزينة ـ المبين في الفتوى رقم: 207895.

وقد بينا في الفتوى رقم: 54754، أنه لا يجوز التشبه بالكفار، أو الفساق، وبينا في الفتوى رقم: 134987، وتوابعها ضابط التشبه المنهي عنه، فراجعها، فليس كل مشابهة تشبهًا.

وأما غش الخاطب، فلا يجوز، ففي الحديث: المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور. متفق عليه.

لكن هذا يقف عند صورة الخاطب، ولا يتعداه إلى المرأة المتزوجة، أو من لا تغش خطيبها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني