الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا حرج في تعويد الأولاد الذكور على القيام ببعض الأعمال المنزلية تخفيفا عن أمهم وأخواتهم

السؤال

غفر لله لكم، سألتكم عن العدل بين الأولاد في أعمال المنزل، فكانت اجابتكم صاعقة، وأدلتكم عليها ركيكة، فإنه بالأصل هناك اختلاف بين الأئمة في أنه هل يلزم المرأة الخدمة في بيت زوجها أو لا؟ عموما المتزوجة لا نقيسها على الفتاة، فالمتزوجة تخدم زوجها ويبادلها هو بالخدمة، ولكن الفتاة تسكن في منزل في أفراد من الأسرة، وهي منشغلة بدراستها وخصوصياتها ووالديها، بعكس تماما المتزوجة ملكة منزلها في التصرف، من أين لكم أنه على الفتاة أن تتعلم أمور المنزل لأنه ألصق بها، والفتى أعمال خارج المنزل؟ كيف أصلا تقارنون بين ذا وذاك، لا توجد أعمال خارج المنزل، وخاصة في زماننا هذا، هل تريدون الفتى يحتطب أم يبيع، لقد أغضبتموني، وقد قيل: من استغضب فلم يغضب فهو حمار. قلت لأمي حينما ننتهي من الطعام الكل سيغسل طبقه من الذكور والإناث، ومن يستخدم أي شيء يعيده مكانه، وقسمنا الأدوار أسبوعيا، ومعنا إخوتي الذكور بمسح الأرض، وتقسيم الأقسام، طبعا لن أسمح لهم بالخروج للعب مع الصبيان في الحارة، وأنا آلة تعمل في المنزل، أبدا أبدا، والحياه تسير دون أن نتعب، وهم مرتاحون - ولله الحمد - فأين دليلكم الشرعي على ما تزعمون.
أما أغراض المنزل فأنا أحضرها مع أمي من السوق، وإخوتي لا سيما الذكور فاشلون في ذلك، فأنا أحضر ما نحتاج إليه، وأيضا المفيد دون المحتوي على مواد حافظه من طعام وأقتصد إلخ.
أسكننا الله وإياكم الفردوس الأعلى، لماذا لا تريدون للصبيان العمل معنا، والله لن ينقصهم يد ولا قدم، وإن ابن جيراننا هو المهتم بكامل أعمال منزلهم، وكل أخواته متزوجات، وأيضا إخوته حتى أنه يعد الطعام لوالدته، ويعمل داخل وخارج المنزل، ويدرس كذلك، ولم يتضجر، أو يقول أنا رجل، وهذا ليس واجبي، هيا - بوركتم - أعطوني دليلا كي أضع المنزل فوق رأسي.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلمي أولا أن القائمين على الفتوى بموقعنا شيوخ أفاضل يبذلون جهودهم في بيان الأحكام الشرعية للسائلين بعلم وورع - نحسبهم كذلك، ولا نزكي على الله أحدا - فهم حريصون على أن تكون الإجابة على أتم حال، وفي أحسن أسلوب وأكمل سياق. فكان الواجب عليك لزوم الأدب، واتخاذ الأسلوب الحسن في الاستدراك على تلك الإجابة، لا إساءة الأدب معهم .

ومحور الإجابة متعلق بتربية الأولاد، ولا شك في أن كلا منهما يربى في الاتجاه الذي يعنيه مستقبلا، ولا يخفى أن الأليق أن تربى البنت على ما يتعلق بالخدمة في البيت، بغض النظر عن كون الخدمة واجبة على المرأة في بيت زوجها أم لا، وفي المقابل أن يربى الولد على ما يتعلق بالخدمة خارج البيت.

ولا يعني هذا بحال أن ترهق البنت بالخدمة في البيت على حساب راحة الابن، بل ينبغي أن يراعى العدل في هذا كله، فقد كان السلف يحبون العدل بين الأولاد في كل شيء حتى في القبل، لأن هذا مدعاة للبر، وانتفاؤه قد يكون سببا للعقوق.

وتحديد برنامج معين يقوم كل واحد من الأولاد فيه بمهمة معينة في ترتيب أمر البيت أمر حسن، وهو مفيد في التربية على النظام، ويكتسب منه الأولاد كثيرا من الصفات الحسنة التي يمكن أن تفيدهم في مستقبل أيامهم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني