الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من يقول (الله غاضب علي) لغياب التوفيق في معظم الأمور

السؤال

ما حكم من يقول: الله غاضب علي ـ بسبب أنه لم يوفق في مُعظم أموره؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يجوز للعبد أن يقول: الله غاضب علي، فليس للعبد دليل يجزم به على ذلك، قال تعالى: وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ {الإسراء: 36}.

وقال تعالى: قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ {الأنعام: 148}.

ولكن على العبد أن يخاف أن يكون الله غاضباً عليه، فقد حُفِظ عن السلف في مواضع كثيرة الخوف من الله، أو من غضبه، بسبب عدم التوفيق لبعض الأمور، قال الطبري في تاريخ الرسل والملوك في عزل عمر بن عبد العزيز عن المدينة: قال: مُحَمَّد بن عمر: خرج عمر بن عبد العزيز من المدينة فأقام بالسويداء وهو يقول لمزاحم: أتخاف أن تكون ممن نفته طيبة!. انتهى.

لأن المدينة تنفي خبثها، فخشي ـ رحمه الله ـ من ذلك، وقال ابن رجب في لطائف المعارف في سير الحجيج: لئن سار القوم وقعدنا، وقربوا وبعدنا، فما يؤمننا أن نكون ممن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين.

واعلم أن البلاء ليس دليلاً على غضب الله، بل قد يُصيب الصالحين أيضاً، كما بينا في الفتوى رقم: 181357.

وبالتالي، فلا يمكن الجزم بغضب الله، بسبب عدم التوفيق، ولكن واجب المؤمن الخوف من الله تعالى وألا يأمن من مكره سبحانه، ويمكنه أن يقول: أخشى أن يكون ما يحدث لي من غضب الله، ثم يسعى إلى إصلاح حاله، وانظر للفائدة الفتوى رقم: 180785.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني