الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الابتلاء ليس دليلا على غضب الله تعالى على العبد

السؤال

أنا فتاة تعرضت في صغري للتحرش، ويؤسفني أن أقول إنه كان من أقرب الناس لي من أخي، وكنت في الصف الرابع الابتدائي على ما أتذكر وقت ما حدث هذا الأمر.
في يوم من الأيام طلب مني والداي أن أذهب لبيت آخر لنا لأداء أمر مع أخي وكنت أنا وهو فقط في هذا البيت، فوجدته يطلب مني أن أتعرى من ثيابي، فتعجبت من ذلك فبدأ يهددني فبكيت فانصرف عني ومن هنا بدأت المأساة .
كان أبي وأمي يذهبان إلى عملهما وأخي وأنا وأختي فقط كنا نظل في البيت وحدنا، وكانت إما أن تكون نائمة أو في مدرستها وأنا كذلك وأخي كذلك، ولكن قد يقدر لي أن أكون أنا وهو فقط في البيت فكان في هذه الأوقات يتحرش بي، وأنا كنت أخاف جدا أن أخبر أمي أو أبي بهذا الأمر لم أكن مدركة لهذه الأمور ولا أدري لماذا يفعل بي هذا ؟؟!!
وظل الأمر حوالي عامين، وإذا لم ألب له ما يطلبه كان يضربني لأي سبب تافه، وكانت والدتي تتضايق من الخلافات المستمرة بيني وبين أخي وكان دوما يضايقني .
كبرت واشتد عودي ونضج جسمي وذلك في المرحلة الاعدادية " المتوسطة " فكان عندما يضع يده على جسدي كنت أرفع صوتي عليه وأمنعه من أي شيء، وبعد ذلك انشغل بدراسته الثانوية والجامعية فقد كان في هذه الفترة مشغولا جدا بدراسته وكانت الجامعة في بلدة غير التي نعيش فيها .
أخي بدأت تصرفاته معنا تتغير وصار يعاملنا معاملة طيبة، وكان عندما يضع يده ليحضنني عند قدومه من سفره كنت أخاف منه ولكن كان يقول لي لا تخافي كما لو كان يعتذر لي عما بدر منه السنوات الماضية، وظل الأمر على هذا الحال لا يعلم به أحد.
وأخي من وقتها صار يتعامل معي بكل حب واحترام وتقدير، وإذا طلبت منه شيئا يلبيه لي، وشعرت معه بأنه أخ حقيقي لي وأحببته حبا شديدا ونسيت كل ما حدث منه تجاهي وأنا صغيرة، ولا أحمل في قلبي تجاهه إلا كل مشاعر الأخوة وأدعو له ولزوجته وأحب له الخير .
لكن عندي خوف شديد من حدوث تمزق بكارتي، أنا لا أتذكر أنه حدث إيلاج - أكرمكم الله - لكن كان ما يفعله معي ممارسات سطحية وأتذكر أنه إحدى المرات وضع إصبعه في فرجي ولكنني صرخت وقتها ولا أدري هل هذا تسبب في هتك عذريتي أم لا ؟
أنا في قلق وخوف شديد من هذا الأمر فأرجو مساعدتي وطمأنة قلبي، ولأنه مستحيل أن أستطيع الذهاب إلى طبيبة حتى تفحصني هذا الأمر صعب جدا .
ولي سؤال آخر لماذا يحدث لي كل هذا ؟ أنا لست معترضة على قضاء الله وقدره ولكن ما الحكمة أن يحدث لي هذا ؟
وأيضا في فترة طفولتي كانت تحدث لي أمورا غريبة منها:
أنني في إحدى المرات ذهبت لأشتري كتابا وفي الطريق للعودة إلى بيتنا أوقفني شاب كان يقف في محل وطلب مني أشتري له شيئا فوافقت وقال لي: دعي هذا الكتاب هنا على ما تشتري لي مناديلا . فتركته وذهبت واشتريت له كما طلب مني وعدت وجدته على هيئة سيئة وجدته وقد تعرى من ملابسه وأبدى عورته، فخفت منه فأخذت الكتاب وجريت للبيت أتلفت ورائي خوفا منه وكنا في العاشرة صباحا تقريبا.
لماذا يحدث لي هذا ؟؟
موقف آخر: كنت عائدة من الدرس فوجدت مجموعة من الشباب يلعبون فجأة وجدت أحدهم يضع يده على موطن عفتي وكنت صغيرة حوالي الصف الخامس الابتدائي، وكنت وقتها سأموت من الخوف إلا أن شابا في الطريق قال له: دعها فجريت إلى البيت خائفة مذعورة .
لماذا حدث لي كل هذا وأنا صغيرة ؟؟؟ هل الله لا يحبني فلهذا ابتلاني بكل هذه الأمور ؟؟
لكن الحمد لله على كل حال.
الآن عمري 26 عاما وأحفظ في كتاب الله وأحافظ على الصلاة في وقتها، وأحاول أن أدعو إلى الله قدر المستطاع، وتقدم لخطبتي أخ ملتزم خاتم لكتاب الله أحسبه على خير والله حسيبه، لكن ما حدث في طفولتي هذا يخيفني جدا وأعيش في قلق وخوف شديد، كما أنني أشعر أن أي شيء بسيط يسبب إثارة رغبتي الجنسية بالرغم من أني لا أشاهد أي محرمات ولله الحمد ولكن لا أدري ما سبب ذلك هل هو ما تعرضت له من تحرش أم ماذا؟؟
أرجو المعذرة إن كانت طريقة عرضي لمشكلتي غير لائقة ولكن أحببت أن أوضح لكم ما حدث لي بالتفصيل حتى تساعدونني وبارك الله. فيكم

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا ريب أن كل ما يجري للعبد فهو بقدر من أقدار الله التي يجريها بحكمته البالغة ورحمته الواسعة، فهو سبحانه أرحم بنا من آبائنا وأمهاتنا، وأعلم بمصالحنا من أنفسنا، واعلمي أن الابتلاء ليس دليلاً على غضب الله، بل قد يكون دليلاً على محبة الله للعبد، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضى، ومن سخط فله السخط. رواه الترمذي.

فعليك أن تحسني ظنك بربك وتعرضي عن التفكير في الأمور التي حصلت لك في الصغر ولا تلتفتي لتلك الوساوس التي تشوش عليك فكرك، وتفسد عليك عيشك، وأقبلي على ما ينفعك في دينك ودنياك، وما دام الخاطب الذي تقدم إليك صاحب دين وخلق فلا تترددي في قبوله ولا تخافي من هواجس زوال البكارة، وانظري الفتوى رقم : 8417.

ومن أعظم ما يعينك على التخلص من تلك المخاوف والقلق كثرة الذكر والدعاء ، ولمزيد الفائدة يمكنك التواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني