الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصيحة لامرأة حامل مبتلاة بوسواس البول

السؤال

أنا حامل، بعد قضاء الحاجة، والتطهر ‏من ذلك، أشعر بوخز، وكأن شيئا ‏يعضني في مكان خروج البول، وكأن ‏بولا يخرج مني، وذلك يحدث معي ‏في أغلب ساعات اليوم، ولست متأكدة ‏هل خرج مني شيء، أم إنها مجرد ‏وسوسة، أو شعور طبيعي في تلك ‏المنطقة، ولا أستطيع التيقن من ذلك؛ ‏لأن المنطقة مبلولة إثر التطهر من ‏البول. وأيضا إذا حاولت التيقن ‏بالرائحة، فإني أجد رائحة عادية. ‏فأصبحت أضع مناديل بعد التطهر ‏حتى لا تنتقل النجاسة إذا كان قد ‏خرج بول فعلا.‏
شكوت ما أشعر به لقريباتي، فقلن لي ‏إنه طبيعي بسبب الحمل، وليس من ‏الضروري أن يكون قد خرج بول؛ ‏لأنه لو خرج فسوف أشعر بذلك فعلا، ‏وليس مجرد وخز، ووسوسة.
وذات ‏يوم سقط مني منديل على البلاط، ‏وهو شبه مبلل بالماء، ولا أعلم هل ‏هو نجس أم لا؟ وهل نجس البلاط أم ‏لا؟‏ وأيضا عندما أحاول شمه أحيانا ‏يلامس أنفي، ولا أعلم أيضا إن كان ‏قد تنجس أنفي أم لا؟
‏ أنا مصابة بالوسواس في الطهارة، ‏وفي انتقال النجاسات.‏
‏ سؤالي: هل أحكم على ما أشعر به ‏بأنه قد خرج بول أم لا ألتلفت إليه؛ ‏لأنه مجرد شك، واليقين الطهارة؟ ‏وإذا كان ما أشعر به بولا فعلا، فهو ‏ملازم لي في أغلب اليوم سواء بعد ‏قضاء الحاجة، أو بدونها.‏‏ ما حكم صلاتي، وما أقوم به من ‏عبادات تحتاج إلى طهارة في هذه ‏الحالة؟‏ وهل أحكم على البلاط بانتقال ‏النجاسة له من المنديل، علما بأني ‏غير متأكدة من خروج البول، وأيضا ‏غير متأكدة من وصوله (إذا كان قد ‏خرج فعلا) إلى المنديل الذي سقط؛ ‏لأني أضع مناديل كثيرة، والذي سقط ‏يكون في الطرف وليس ملامسا ‏لمكان البول مباشرة (تكون قبله ‏مجموعة من المناديل شبه المبللة ‏بالماء الذي تطهرت به) ولكن فيه ‏شيء من الماء الذي غسلت به جسمي، ‏وتطهرت به؟
وأيضا بعد سقوط المنديل على البلاط ‏لم أغسل مكانه، وقامت الخادمة عند ‏تنظيفها كالعادة بمسح جميع أرضية ‏الغرفة بمنشفة مبلولة.‏‏ هل أحكم بانتشار النجاسة في جميع ‏الغرفة، إذا حكمت على المنديل بأنه ‏نجس أم لا؟ أم أحكم بأنه من يسير ‏النجاسة المعفو عنه؟‏ أفيدوني جزاكم الله خيرا.‏

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما دمت مصابة بالوساوس، فعليك- أولا- الإعراض عنها جملة، ولا تلتفتي إلى شيء منها، واعلمي أنه لا علاج لهذه الوساوس أمثل من الإعراض عنها؛ وانظري الفتوى رقم: 51601.

ثم إنه - لا يلزمك شيء- ما دمت غير متأكدة من خروج البول، فاطرحي عنك تلك الأوهام، والشكوك، ولا تلتفتي إلى شيء منها، حتى تتيقني يقينا جازما من خروج البول، عندها يلزمك تطهيره، وفيما عدا ذلك، فلست مطالبة بشيء، خاصة أن الدلائل كلها تشير إلى أنه لم يخرج منك بول، ولو خرج لشعرت به، ولاستطعت تمييزه، فالبول له رائحة لا تخفى، ويشعر به-عادة- من خرج منه.

ونوصيك بوضع هذه القاعدة أمامك دائما، وهي: أنك إذا شككت في خروج أي شيء منك، فالأصل عدم خروجه، فلا تلتفتي إلى ذلك الشك مهما كان.

وبناء عليه، فلا أثر للمنديل الذي سقط منك في نجاسة البلاط، أو في نجاسة ما لاقى من جسمك؛ لأن الأصل أنه طاهر ما دمت غير متيقنة من نجاسته، فهوني على نفسك، واعلمي أن الدين يسر؛ قال تعالى: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَج {الحج:78}، وقال عليه الصلاة والسلام: إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا، وقاربوا، وأبشروا. رواه البخاري. وراجعي الفتوى التالية: 58118 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني