الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أسباب لا تبرر حلق اللحية

السؤال

أنا طالب جامعي من الجزائر حاصل على شهادة الليسانس هذا العام وأنوي أن أتم دراستي العام المقبل، وهذا الصيف من علي الله سبحانه وتعالى بفضله وقدرته فأعفيت لحيتي، والسؤال الذي أود طرحه هو: هل يجوز لي الأخذ من لحيتي وذلك:
1ـ لأن التخصص الذي أنا مقبل عليه وهو القانون الدولي ربما يتطلب حضور ندوات أو مؤتمرات أو تجمعات تفرض حلق اللحية ففكرت أن أنقصها خلال الدخول إلى هذا العام الجامعي الجديد...
2ـ لي أغراض سياسية شرعية أريد الوصول إليها لكن الناس في بلادنا لديهم عقدة من أصحاب اللحى بسبب العشرية التي مرت بها البلاد وبالتالي أي تفكير في طلب اعتماد لجمعية أو غير ذلك أخشى أن يقابل بالرفض....إلخ، أضف إلى ذلك أن الجامعة مختلطة لذا رأيت أن ذلك الحل يوفر لي فرصة أكبر في التعامل... فهل يجوز لي أن أحلق لحيتي بسبب هذه الأفكار التي تراودني أم لا؟.
وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهنيئا لك بما من الله عليك به من إعفاء لحيتك امتثالا لأوامر الشرع الحنيف وطلبا لمرضاة الرب سبحانه، وهذا توفيق عظيم ينبغي أن تحمد الله تعالى وتشكره عليه، وكما تعلم فإن إعفاء اللحية مأمور به في الشرع أمرا جازما، وقد سبق لنا أن بينا في عدة فتاوى حرمة حلق اللحية، للأدلة الصحيحة الصريحة التي جاء فيها الأمر بإعفائها، كما في الفتاوى التالية أرقامها: 120618, 71215, 2135.

فلا يجوز حلقها إلا للضرورة القصوى، أو وجود مصلحة راجحة في ذلك، ولا نرى أن الأسباب التي ذكرت داخلة في هذا الباب، فحضور ندوات أو مؤتمرات أو تجمعات معينة لا يعد ضرورة ملجئة لحلق اللحية، مع العلم أن كثيرا من الناس يحضرون مؤتمرات عالمية في الشرق والغرب وهم ملتحون، وكذلك الأغراض السياسية التي تحدثت عنها لا نرى أنها أسبابا كافية لجواز حلق اللحية، وقد سئل الشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ عن رجل حلق لحيته لظروف سياسية وحين سئل قال: لا أستطيع أن أنطلق كداعية في هذا المكان والزمان إلا بحلق اللحية، فهل يعذر في ذلك؟ فأجاب: لا يجوز للمسلم أن يحلق لحيته لأسباب سياسية، أو ليمكن من الدعوة، بل الواجب عليه إعفاؤها وتوفيرها، امتثالاً لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه من الأحاديث، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: قصوا الشوارب وأعفوا اللحى خالفوا المشركين ـ متفق على صحته، فإذا لم يتمكن من الدعوة إلا بحلقها انتقل إلى بلاد أخرى يتمكن من الدعوة فيها بغير حلق. اهـ.

فعلى المسلم أن يتمسك بدينه ويهتم بإظهار شعائره، خاصة في هذا الزمن الذي كثرت فيه الفتن، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: يأتي على الناس زمان الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر. أخرجه الترمذي.

وراجع لمزيد الفائدة الفتاوى التالية أرقامها: 2711، 64968، 228481.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني