الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم أخذ البنت من مال أمها بدون علمها لشراء حجاب مع رفض الأم للبسها الحجاب

السؤال

سؤالي هو: هل تجوز سرقة المال ‏إذا كان لشيء يرضي الله تعالى، ‏فمثلا أمي ترفض ارتدائي للحجاب، ‏وحاولت إقناعها بشتى الطرق، ‏وأحاول دائما كسب رضاها، والتودد ‏لها. كما أنها تحبني أكثر من باقي ‏إخوتي، لكن عندما أفاتحها في موضوع ‏الحجاب، تغضب أشد الغضب، كما ‏أنها حلفت أن تمنعني منه؛ ولهذا لم ‏أجد وسيلة سوى أن أشتري الحجاب ‏بنفسي، ولكن ليس معي ما يكفي من ‏المال.‏
‏ فهل يجوز أن أسرق مبلغا بسيطا ‏منها، وأقوم برده فيما بعد؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا يجوز لك طاعة أمك في ترك اللباس الشرعي، وإذا لم يكن لك مال تنفقين منه، فعلى من تلزمه نفقتك أن يوفر لك اللباس الشرعي، وإذا كانت نفقتك تلزم أمّك، وامتنعت من كسوتك الملابس الساترة، فيجوز لك أن تأخذي من مالها دون علمها ما يكفي للكسوة الواجبة بالمعروف.

قال الشيخ ابن باز -رحمه الله-: لا يجوز لك أن تأخذ من مال أبيك بغير علمه، الواجب عليك أن تسأله، أن تستأذن في ذلك، إلا إذا كنت تأكل في بيته، وقصر في نفقتك تأخذ بقدر الحاجة، لكسوتك، وأكلك إذا كان قصر، أذن النبي صلى الله عليه وسلم لزوجة أبي سفيان: هند أن تأخذ من ماله بالمعروف، ما يكفيها، ويكفي أولادها، فإذا كنت في نفقته، وفي بيته، وقصر عليك، وليس عندك القدرة على التمام، تأخذ من ماله بالمعروف حاجتك في لباس ونحو ذلك. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني