الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقييم لكتاب قوت القلوب مع ذكر كتب أخرى في الرقائق

السؤال

ما رأي فضيلتكم في كتاب: قوت القلوب في الرقائق؟ وهل هناك أفضل منه؟ وما هو أكبر كتاب في الرقائق؟ وما هو عمدة الرقائق؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فكتاب: قوت القلوب في معاملة المحبوب ـ لأبي طالب المكي ـ رحمه الله ـ قد سئل عنه شيخ الإسلام ابن تيمية، فالكلام كلامه، وهو من أعلم الناس بالقوم، فقال ـ رحمه الله ـ كما في مجموع الفتاوى: أَمَّا كِتَابُ قُوتِ الْقُلُوبِ، وَكِتَابُ الْإِحْيَاءِ تَبَعٌ لَهُ فِيمَا يَذْكُرُهُ مِنْ أَعْمَالِ الْقُلُوبِ، مِثْلُ الصَّبْرِ، وَالشُّكْرِ، وَالْحُبِّ، وَالتَّوَكُّلِ، وَالتَّوْحِيدِ، وَنَحْوِ ذَلِكَ، وَأَبُو طَالِبٍ أَعْلَمُ بِالْحَدِيثِ وَالْأَثَرِ وَكَلَامِ أَهْلِ عُلُومِ الْقُلُوبِ مِنْ الصُّوفِيَّةِ وَغَيْرِهِمْ مِنْ أَبِي حَامِدٍ الْغَزَالِيِّ وَكَلَامُهُ أَشَدُّ وَأَجْوَدُ تَحْقِيقًا وَأَبْعَدُ عَنْ الْبِدْعَةِ مَعَ أَنَّ فِي قُوتِ الْقُلُوبِ أَحَادِيثُ ضَعِيفَةٌ وَمَوْضُوعَةٌ وَأَشْيَاءُ مَرْدُودَةٌ كَثِيرَةٌ. انتهى.

وأما سؤالك عن كتاب هو عمدة الرقائق: فهو كتاب الله عز وجل ثم سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وأما ما بعدهما فيصعب تحديد كتاب يمكننا القول بأنه هو العمدة في هذا الباب، ولكن في الجملة احرص على كتب ابن أبي الدنيا، وابن تيمية، وابن القيم، وابن رجب، وقد جاء في موقع: الإسلام سؤال وجواب ـ إجابة عن مثل هذا السؤال: إن أفضل كتاب على الإطلاق يرقق القلوب، هو كتاب الله عز وجل، ولهذا سماه الله تعالى موعظة، فقال: يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ {يونس: 57}.

فليس هناك كتاب يُصلح القلوب ويشفيها من أمراضها مثل القرآن، ولذلك لا ينبغي للمسلم أن يعدل عنه إلى غيره، فعلى المسلم أن يكثر من قراءة القرآن بحضور قلب وتدبر وخشوع، وسيرى أثر ذلك في إصلاح قلبه، ويمكنك الرجوع إلى أحد التفسيرات المختصرة لمعرفة ما يشكل عليك من معاني بعض الآيات، كتفسير السعدي ـ رحمه الله ـ وأما ما كتبه العلماء في الرقائق فهي كتب كثيرة ومتعددة، وبعضها جزء من كتاب، وبعضها الآخر تكون كتاباً مستقلاً، ففي كتب الحديث كصحيح البخاري ومسلم وغيرهما أبواب خاصة للرقائق، وأما الكتب المستقلة: فقد اخترنا لك ما يأتي، مع التنبيه إلى أن هذه الكتب إنما هي أمور مساعدة، لا بأس أن يقرأها المسلم ويستفيد مما فيها غير أنها لا تغني عن قراءة القرآن وتدبره:

ـ البحر الرائق في الزهد والرقائق ـ أحمد فريد.
ـ الزهد والرقائق ـ عبد الله بن المبارك، تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي.
ـ الفوائد والزهد والرقائق والمراثي ـ جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، تحقيق مجدي فتحي السيد.
ـ موعظة المؤمنين من إحياء علوم الدين ـ محمد جمال الدين القاسمي.
ـ مدارج السالكين.
ـ الجواب الكافي.

ـ طريق الهجرتين وباب السعادتين.
وثلاثتها لابن القيم.

ـ لطائف المعارف: لابن رجب.
ـ مقتطفات من المواعظ والأدب ـ علي سالم آل حارث.
ـ التعليق على منظومة في السير إلى الله والدار الآخرة ـ الشيخ عبد الرحمن السعدي.
ـ تزكية النفس ـ لشيخ الإسلام ابن تيمية، تحقيق الدكتور محمد سعيد القحطاني.
ـ السر المكنون في رقة القلوب ودمع العيون ـ عبد الكريم الديوان، دار المسلم.
ـ موارد الظمآن لدروس الزمان ـ عبد العزيز السلمان.
ـ التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة ـ أبو عبد الله القرطبي المفسر، تحقيق محمود البسطويسي.
ـ أهوال القيامة ـ عبد الملك كليب.
ـ القبر: عذابه ونعيمه ـ حسين العوايشة. انتهى.
وللفائدة يرجى مراجعة الفتويين رقم: 128330، ورقم: 149593.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني