الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم قول: هاطلع دين فلان, طلّع دينه, ما تطلعش ديني

السؤال

عندنا في مصر كلمة منتشرة هي (هاطلع دين فلان, طلّع دينه, ما تطلعش ديني) إلخ فهل كلمة (طلّع) في هذا السياق تعتبر سبا للدين وكفرا ولا تحتمل أي تأويل آخر؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالكلمة ليست صريحة في سب الدين، بل هي تشبه قول بعض الفساق: سأكفره، أي أوذيه إيذاء شديدا حتى إنه قد يقع في الكفر من ذلك، فمثلها: ما ذكرت (ها طلع دينه)،.. فهي كلمة خبيثة، وهي مما يستعمله الفساق، ومع هذا لا يكفر صاحبها إلا إذا قصد سب الدين، وانظر الفتوى رقم: 109503.

وجملة: ما تطلعش ديني، معناها لا تجعلني أكفر، والعياذ بالله، أي لا تؤذني حتى تضطرني للكفر، ومع خبث الكلمة، وقبحها، وخطورتها، لا يكفر صاحبها إلا إذا عزم على الكفر والعياذ بالله، فالعزم على الكفر كفر، كما بينا بالفتوى رقم: 45186.

وعامة من يتكلم بذلك ينطق به دون تحر في معناه، ولا يقصدون الكفر، ولكن الأمر جد خطير، فقد ثبت في صحيح البخاري عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا، يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا ، يهوي بها في جهنم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني