الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عمل المرأة في هندسة الاتصالات وتدريسه.. رؤية واقعية

السؤال

أنا مهندسه خريجة هندسة اتصالات، أحب مجالي جدا، وأذاكر يوميا الجديد في مجال الهندسة، وحلمي أن أكون مهندسة اتصالات مشهورة بعلمي، وبأني مسلمة أمام الغرب الذين يصفون الإسلام بالتخلف، وأتعلم اللغة الإنجليزية للرد على شبهات الإسلام، وبدأت في العلوم الشرعية، وأريد أن أعمل في مجال هندسة الاتصالات وتدريسه للطلاب، السؤال هو: هل مذاكرتي هذه أؤجر بها عند الله وآخذ حسنات؟ أم هي وقت ضائع من حياتي؟ وهل مجال عملي محرم؟ مع العلم أن فيه اختلاطا ولكني ملتزمة بالزي الشرعي (الخمار) ولا أتحدث إلى الرجال إلا في أمور العمل، أنا دائما حافزي (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) فهل أؤجر على مذاكرتي للهندسة واللغة الإنجليزية؟ وهل مجال عملي محرم إذا التزمت بهذه الشروط؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يأجرك على نيتك الصالحة، وأن يوفقك إلى ما يرضيه. وقد بينا بالفتويين التالية أرقامهما: 53469، 140910، أن الأليق بالمرأة والأحوط لها في دينها هو القرار في البيت، كما أمرها الله، ومع ذلك فإنها إذا احتاجت للعمل أو احتاج له مجتمعها فلها أن تمارس منه ما يتلاءم وطبيعتها وأنوثتها، وعمل الهندسة قد لا يناسب المرأة من الناحية البدنية، ولا من ناحية الاختلاط الذي لا يكاد ينفك عنه، كما ذكرت.

وحتى العمل بالتدريس للطلاب، يحتوي جملة من المحاذير؛ إذ العادة أنه لا يخلو من اختلاط غير منضبط، وقد بينا بالفتوى رقم: 105835، الضوابط الشرعية لخروج المرأة للعمل، فاحذري الوقوع فيما حرم الله .

ولكن مع شدة الرغبة لديك في العمل، يمكنك العمل بصور أخرى تتناسب مع الضوابط الشرعية، كالعمل في مجال البحث، في علم الاتصالات، وإفادة المسلمين بهذه الأبحاث، وكذلك التدريس للنساء، نحو ذلك، وهذه المجالات، وإن كانت ضيقة فالقاعدة أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيرا منه، وراجعي الفتوى رقم: 161163. وطالما حسنت نيتك، ولم تقصدي الرياء، والمفاخرة؛ فنرجو لك الأجر، وانظري الفتويين التالية أرقامهما: 52486، 76784.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني