الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم العمل كمحاسب مصروفات في شركة تأخذ قروضا من بنوك ربوية

السؤال

جزاكم الله خيرا على هذا الموقع المبارك، وبارك في كل العاملين به.
سؤالي عن حكم العمل كمحاسب مصروفات في شركة تأخذ قروضا من بنوك مثل الأهلي التجاري وبنك الرياض، علما بأن أصول الشركة كبيرة جدا، ولا أعلم هل الأصول قد اشتروها عن طريق البنك أم هي من حر مالهم؟
علما بأنني في بعض الأوقات أقوم بالذهاب إلى البنك للإيداع أو السحب.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فحيث كان عملك يتصل بالمعاملات الربوية بما في ذلك الإقراض أو الاقتراض فإنه يكون حراما؛ لكونه تعاونا على الإثم والعدوان، وقد قال تعالى: وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}، وأيضا فإن لعنة الربا تشمل كل من أعان عليه، كما في الحديث: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا ومؤكله وكاتبه وشاهديه، وقال: هم سواء. رواه مسلم
وحينئذ لا يجوز لك البقاء في هذا العمل إلا إذا كنت مضطراً للبقاء لضرورة ملجئة، وقد بينا حد الضرورة المبيحة للتعامل بالربا في الفتاوى التالية أرقامها: 198199، 6501، 178181، وما أحيل عليه فيها.

وأما مجرد بقائك في الشركة في مجالات مباحة لا تتعلق بالمعاملات المحرمة فليس بحرام. وانظر الفتاوى التالية أرقامها: 67381، 132773، 117468.
واعلم أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، قال الله تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ [الطلاق:2-3].

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني