الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قراءة القرآن أثناء الدفن والعزاء

السؤال

هل تجوز قراءة القرآن في بيت الميت وما حكم قراءة القرآن في المقبرة أثناء الدفن إلى أن يفرغ منه ؟ وجزاكم الله كل الخير.....

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد اختلف أهل العلم -رحمهم الله تعالى- في وصول ثواب قراءة القرآن إلى الميت، وجمهور العلماء يقولون بوصولها لقوله تعالى: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَان) [الحشر:10].
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، أن الصدقة تصل إلى الميت وتنفعه، وقاس العلماء قراءة القرآن عليها. ولا يعارض ذلك قوله تعالى: (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى) [لنجم:39].
أي ليس له من كسبه وسعيه هو إلا ما قدمه وعمله، ولا يمنع ذلك أن يكسب من سعي غيره لدلالة الأحاديث المتكاثرة على وصول ثواب الحج والصدقة والدعاء والعلم.. وغيرها.
والقراءة تصل من غير تحديد مكان أو زمان معين ومحدد لها. وما يفعل من الاجتماع في بيت الميت لقراءة القرآن وعمل ما يسمونه (بالختم) عمل غير مشروع لم ينقل عن السلف فعله، وإنما هو من المحدثات لتقيده بكيفية وزمن وحال لم يأت الشارع به، والمنقول عن النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة على الميت ثم دفنه والاستغفار والدعاء له ثم الانصراف.
وكذلك قراءة القرآن على القبر أثناء الدفن إلى أن يفرغ منه عمل ليس عليه دليل، والمتبع إنما هو النبي صلى الله عليه وسلم، فإن فعل شيئاً فعلناه واقتدينا به، وإن لم يفعل شيئاً فلا نفعله، فالخير كل الخير في اتباعه، وما ترك خيراً إلا ودل عليه ولا شراً إلا وحذر منه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد). أخرجه البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني